المناخ والتجوية.. المناخ المداري الرطب. المناخ الجاف وشبه الجاف. المناخ المعتدل الرطب. المناخ القطبي



للمناخ أثر مهم في عملية التجوية حيث يعتمد كثير منها وبشكل تام على وجود ظروف مناخية معينة. اذ يتركز الصقيع في المناطق التي يتعاقب حدوث الانجماد والذوبان فيها.

وتكون التجوية الناتجة عن التسخين مهمة جدا في الاقاليم التي تتذبذب فيها درجات الحرارة بين الليل والنهار بشكل واضح.

يشتد نشاط كل فعاليات التجوية الكيمياوية في المناخ الحار اذ تزيد سرعة التفاعل الكيمياوي بمقدار الضعف مع كل ارتفاع مقداره 10ْ في الحرارة.

وتتعاظم فعالية التجوية الكيمياوية أكثر في المناخات الرطبة وذلك لأن الماء ضروري في عملية التحليل المائي والترطيب والتكربن بصورة خاصة.

ويتوضح أثر المناخ على التجوية بصورة جيدة لو أجرينا تقسيما للأرض على أقاليمها المناخية الرئيسية والتي هي:

1- المناخ المداري الرطب:
تسمح الظروف المناخية المتمثلة بالحرارة العالية والأمطار الغزيرة لقيام تحلل كيمياوي فعال.

وتبقى معظم المواد المفككة في مواقعها على السفوح فيما عدا السفوح ذوات درجات الانحدار الشديدة التي عليها ظاهرات مثل المجاري الطينية والانزلاقات الارضية.

وتتعرض الى التعرية الكيمياوية حتى الصخور النارية الحامضية الصلبة الى اعماق تزيد أحيانا عن 30م وفي حالات استثنائية الى 90 - 120م ويصاحب الزيادة في التفاعلات الكيمياوية في هذا المناخ زيادة في الفعاليات الحياتية.

2- المناخ الجاف وشبه الجاف:
لا تكون التجوية الكيمياوية ذات تأثير في هذه الأنواع من المناخ بسبب النقص في الرطوبة في حين تكون التجوية الميكانيكية على اقصى درجاتها فيه.

ونظرا إلى أن هذه الاقاليم ذوات مدى حراري يومي كبير فان عملية تعاقب التمدد والتقلص لمعادن الصخور تكون شائعة فيها الامر الذي يعرض الصخور العارية من الغطاء النباتي الى التحطيم والتقشر.

ويعتقد ان التجوية الكيمياوية تستطيع وبمساعدة رطوبة قليلة ان تكون تقشرا وتعرية للسفوح السفلى وكذلك للكتل الصخرية المنعزلة في الصحارى.

3- المناخ المعتدل الرطب:
تسود معظم عمليات التجوية في هذا المناخ اذ يظهر اثر الصقيع مثلا في المفاصل المكشوفة في المناطق الجبلية العالية وتؤثر عملية التاكسد على الصخور التي تحتوي على معادن حديدية.

وتكون عملية التكربن فعالة في صخور الطباشير ومناطق الحجر الجيري كما تسود عملية التحليل المائي وغيرها فوق الصخور النارية.

ومن المهم أن أي عملية من عمليات التجوية لا تكون سريعة في تاثيرها في هذا النوع من المناخ علما بان مجمل تاثير التجوية لا تكون سريعة في تاثيرها في هذا النوع من المناخ.

علما بأن مجمل تاثير التجوية الكيمياوية يكون أكثر من تاثير عمل التجوية الميكانيكية حيث يشتد نشاط الاولى بوجود التربة والغطاء النباتي الذي يساعد على نفاذ ماء المطر وتكوين الاحماض العضوية.

4- المناخ القطبي:
يعتبر الصقيع العملية الرئيسية السائدة الذي ينتج منها حطام صخري كتلي مع كميات كبيرة من فتات صخرية مدببة ناتجة عن تحطم الجلاميد الصخرية الكبيرة.
وتوجد التجوية هنا بطريقتين:

1- يستطيع الماء الموجود على السفوح الخالية من الغطاء النباتي والتربة ان ينفذ الى الشقوق والمفاصل ويكون اسفينا جليديا.

2- يحدث تعاقب للانجماد والذوبان في النطاق الاعلى من التربة والواقعة فوق منطقة الانجماد الدائم حيث تتحطم الصخور الصلبة.

وتكون التجوية الكيمياوية في هذا المناخ اقل تاثيرا من التجوية الميكانيكية رغم ان بعض الاحماض العضوية قد تتكون اسفل تراكمات اللبد النباتي، كما وجد ان الماء الذي ياتي من اسفل الجليد يحتوي على كاربونات كالسيوم مذابة فيه الامر الذي يؤكد قيام عملية التكربن.
وتوجد علاقة وثيقة بين التاثيرات المكانية للتجوية وبين الموقع الجغرافي للمنطقة.

فلنفرض على سبيل المثال وجود سلسلة جبلية تمتد من الشرق الى الغرب عند خط عرض 45 ْ شمالا، ولنتصور أيضا أن كميات متساوية من الثلوج تسقط على جانبي هذه السلسلة بصورة متقطعة طيلة العام سنجد بعد ذلك أن الثلوج سوف تغطي سطح الارض طول الشتاء في السفح الشمالي من السلسلة بينما توجد حالة ذوبان أكثر للثلوج على السفوح الجنوبية لها حيث تمتلئ الشقوق الصخرية بالمياه التي تتجمد هناك.

وسوف يؤدي تكرار الانجماد والذوبان الى زيادة في تحطيم الصخور على السفح الجنوبي منها على السفح الشمالي.