ممارسة الشورى في الواقع.. أخذ الرسول أخذ برأي الجماعة عندما خالف رأيه كما في غزوة بدر وغزوة أحد



النبي (ص) على عظيم قدره وتأييده بالوحي، فقد مارس الشورى في كل حياته، وأخذ برأي الجماعة عندما خالف رأيه، كما حدث في غزوة بدر حيث خرج المسلمون بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم لاعتراض قافلة تتألف من نحو أربعين راكباً، وفلتت القافلة وتفاجأ المسلمون بقدوم قريش بخيلها وخيلائها لملاقاة وقتال المسلمين الذين لم يكونوا مستعدين لمثل هذه المعركة.

فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم من كان معه من الصحابة أن يختاروا بين الصمود وملاقات العدو أو العودة إلى المدينة قبل وصول الأعداء منطقة بدر، فأشار الحاضرون بالبقاء والتصدي لكبرياء قريش فأجاز رأيهم وخاض المعركة.

وكذلك في غزوة أحد حينما فوجئ المسلمون بهجوم وشيك لقريش على المدينة المنورة فشاورهم النبي صلى الله عليه وسلم بين الخروج لملاقاتهم أو التحصن بأسوار المدينة وانتظار الأعداء بها، فأشار جمهور الصحابة بالخروج فخرج وكان رأيه الشخصي غير ذلك.

وفي غزوة الخندق عندما أخذ وعمل باقتراح سلمان الفارسي رضي الله عنه الذي أشار بحفر الخندق في الجهة المنكشفة من أطراف المدينة المنورة حتى لا يلج الأعداء من خلالها أو يصعب صدهم، وغيرذلك.

فإذا كان النبي (ص) مأموراً بالشورى، وهو الذي يمتاز بكماله العقلي والروحي، واتصاله بالوحي الإلهي، فغيره أولى بالأخذ بهذا الأساس العظيم، قال ابن عطية رحمه الله، الشورى بركة، وقد جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة- وهي أعظم النوازل - شورى، ومن قبل ذلك قد جعل النبي (ص) الخلافة شورى بين أصحابه، حيث انتقل إلى الرفيق الأعلى ولم يحدد من سيخلفه، تثبيتاً لهذا المبدأ العظيم وتعزيزاً له في واقع الحياة.

  والصحابة من بعد ذلك قد مارسوا الشورى بصور شتى في حياتهم الخاصة والعامة، كما حدث في يوم السقيفة،- قد تمت الإشارة لذلك في المقدمة- وفي قتال أهل الردة كما سيأتي بيانه، وفي خلافة عمر، وخلافة عثمان، وغيرها.

وأما اللَّفظ الذي يدور حول عدم خضوع خلافة عمر للشورى، فهو رأي لم يحالفه الصواب، إذ أن أبا بكر رضي الله عنه بعد أن رشح عمر رضي الله عنه ثم عرضه على الصحابة فأجازوه، وبذلك ثبتت له الخلافة، وعندما قال المعارضون ماذا تقول لربك ؟ قال: أقول استخلفت عليهم خيرهم.


0 تعليقات:

إرسال تعليق