أسباب اختيار مقاربة العمل بالكفايات في المنظومة المغربية الحديثة كخيار استراتيجي وبيداغوجي.. تجاوز عوائق نظريات التعلم السلوكية والبناء على التفاعلية والتحويل والبناء للمعارف

لماذا اختيار مقاربة العمل بالكفايات في المنظومة المغربية الحديثة؟

1- الكفايات خيار استراتيجي:
إن اختيار مقاربة العمل بالكفايات اختيار استراتيجي يؤهل النظام التعليمي المغربي لولوج العصر الجديد بكل تحولاته.

ذلك بأن اكتساب المعارف لم بعد لوحده كافيا لتأهيل الفرد إلى الانخراط في الحياة المعاصرة، لذا أصبح اكتساب الكفايات الضرورية مدخلا أساسيا للتعلم، يؤهل المتعلم لمواجهة مختلف المواقف، والتعامل مع الوضعيات الجديدة و التكيف مع التحول و المحيط، والإسهام في تغييره.

ويقوم هذا الاختيار على نموذج جديد من التدريس يروج اكتساب ثقافة مدرسية جديدة، تربط بين الكفايات و القيم، وعلى مرجعية جديدة، ترتكز على نماذج نظرية للتعلم.

إن هذه النظريات البيداغوجية المعاصرة تجاوزت عوائق نظريات التعلم السلوكية، فشكلت بذلك اختيارا بيداغوجيا، يقوم على التفاعلية والتحويل والبناء للمعارف، واستثمارها في تنمية الكفايات الخاصة وتوظيفها في الحياة والتكوين.

2- الكفايات اختيار بيداغوجي:
إذا كانت الكفايات النوعية ذات ارتباط وثيق بمكونات كل وحدة من وحدات البرنامج، أو مجال من مجالات المواد المختلفة، فإن الكفايات الأساسية، ككفايات تمتاز بطابع الشمولية والامتداد، تخترق عموديا أو أفقيا مختلف مراحل التعلم وسيروراته، ومختلف المواد والمساهمة في تربية وتكوين المتعلم، وهذه الامتدادات هي ما يشكل عمق الكفاية الأساسية أو الممتدة.

ذلك أن معنى الكفايات الممتدة هو بالضبط الامتداد عبر المواضيع والمواد، بحيث إن كثيرا من المكتسبات لا تصلح في حل المشاكل المرتبطة بمجال واحد فقط، بل يمكن توظيفها في حل مشاكل جديدة وفي مجالات ومواد متعددة.

فالتكامل بين المواد يخدم التكامل بين الجوانب العقلية والمهارية والوجدانية في الشخصية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال