مصادر أفعل وفَعَّلَ وفاعل.. إفعال. تَفْعيل. فِعالٍ ومُفاعلة



مصادر أفعل وفَعَّلَ وفاعل:

كثيرة هي مصادر الأفعال على أوزان أفعل وفَعَّلَ وفاعل، ويمكن إجمالها كالتالي:

1- ما كان على وزن "أفعلَ":

صحيحَ العين، فمصدرُه على وزن "إفعال" نحو: "أكرمَ إكراماً، وأوجدَ إيجاداً".

فإن اعتلَّت عينُه، نحو: "أقامَ وأعانَ وأبانَ" جاء مصدرُه على (إقالةٍ) كإقامةٍ وإعانةٍ وإبانةٍ، حُذفت عينُ المصدر، وعوَّض منها تاء التأنيث. والأصلُ: "إقوامٌ وإعوانٌ وإبيانٌ".

وقد تُحذفُ هذه التاءُ من المصدر، إذا أُضيفَ، كقوله تعالى: {لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذِكرِ الله وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ}.

وما كان منهُ مُعتلُّ اللام مثلُ: "أعطى وأهدى وأوْلى" قُلبتْ لامهُ في المصدرِ همزةً: كإعطاءٍ وإهداءٍ وإيلاءٍ.

(والأصل: "إعطاوٌ وإهدايٌ وإيلايٌ"، وكذلك "عطاءٌ" أصله: "عطايٌ"، قلبت الواو والياء همزة. لوقوعهما بعد ألف زائدة.

قال في شرح القاموس: "العرب تهمز الواو والياء إذا جاءتا بعد ألف، لأنّ الهمزة أحمل للحركة منهما، ولأنهم يستثقلون الوقف على الواو، وكذلك الياء، مثل: "الرداء"، وأصله: "راديٌ" اهـ. وسيأتي بسط ذلك في الكلام على (الإبدال)؛ في الجزء الثاني من هذا الكتاب).

وقد يجيءُ "أفعلَ" على "فَعالٍ" بفتح الفاء، وتخفيف العين، نحو: "أنبتَ نَباتاً، وأعطى عَطاءً، وأثنى ثَناءً"، فهذا اسمُ مصدرٍ، لا مصدرٌ، لنُقصانهِ عن أحرف فعلهِ.

2- ما كان على وزن "فَعَّلَ":

بتشديد العين مفتوحةً - صحيحَ اللام، غيرَ مهموزها، فمصدره على "تَفْعيل"، نحو: " عَظَّم تَعظيما، وعَلَّم تَعليماً".

وقد يجيءُ على "تَفْعِلة" نادراً، نحو: جَرّبَ تَجربةً، وفَكَّرَ تَفكرةً، وذكَّر تَذكرةً".
فإن اعتلت لامهُ، نحو: "وَصّى وسَمّى وزَكّى" جاء مصدره على وزن "تَفْعِلةٍ" كتوصيةٍ وتسميةٍ وتزكيةٍ، خُفِّفَ بحذف ياءِ "التفعيل"، وعُوِّض منها التاء.

وإِن هُمزت لامُهُ، نحو: "جزّأَ وخطّأ وهنّأ" فمصدره على (تَفْعيل) وعلى (تَفْعِلة) مثلُ: "تَجزيءٍ وتَجزئةً، وتَخطيءٍ وتَخطئةً، وتهنيءٍ وتَهنئةً".

وسمعَ مصدر (فَعَّل) على (فِعَال) - بكسر الفاءِ وتشديد العينِ مفتوحةً - قليلاً، فقالوا: "كلَمتُهُ كِلاّماً"، وفي التّنزيل: {وكذَّبوا بآياتنا كِذَّاباً}، أي: تكذيباً.

وجاء مصدرُه أيضاً على (تَفْعالٍ)، بفتح التاء، نحو: "رَدَّدَ تَرداداً، وَكرَّرَ تَكراراً وذَكّرَ تّذكاراً، وحَلّقَ تَحلاقاً وجَوَّالَ تَجوالاً، وطَوَّفَ تَطوافاً، ومنه (التَّلعاب)، مصدرُ فعلٍ قد أميتَ في الاستعمال، وهو (لَعَّبَ).
وكلُّ ما ورَدَ من مصادرِ (فَعَّلَ على غيرِ (التَّفعيل) يُحفظُ ولا يُقاس عليه.

وقد شذَّ مَجيءُ (التَّفعيل) مصدراً لفعَّلَ، وقياسُ مصدره أن يكون على (فِعَّالِ). (أي بكسرِ أوَّل ماضيه، وزيادة ألفٍ قبلَ آخره). وقد جاء على الفِعّالِ (الكِذَّابُ والكِلاَّمُ).

وكان هذا الوزن مستعملاً قديما، ثم أميت باهماله، فورثه "تَفعال" بفتح التاء. وقد ورد منه ألفاظ: كالتطواف والتجوال والتكرار والترداد والتذكار والتحلاق. ثم أميت هذا الوزن أيضاً، فورثه (تفعيل).

وقد بقي هذا قياساً شاذاً لمصدر (فَعّلَ) فالفعل (بكسر الفاء وتشديد العين) أصل للتفعال (بفتح التاء) وهذا أصل للتفعيل، حذفوا من الفعل زائده، (وهو احدى العينين)؛ وعوضوه من المحذوف التاء المفتوحة في أوله، فقالوا: "فعّل تفعالا"، كطوَّف تطوافاً، ثم قلبوا ألف (التفعال) ياء فقالوا: "فعّل تفعيلا". كطوّف تطويفاً.

فمثل: "سلّم تسليما"، فالتسليم أصله "التّسلام بفتح" التاء. وهذا أَصله "السلاّم" بكسر السين وتشديد اللام، بوزن "فعّال".

3- ما كان على وزن (فاعلَ):

فمصدره على (فِعالٍ ومُفاعلة) نحو: "دافع دِفاعاً ومُدافعة، وجاوز جِواراً ومُجاورة".

وما كان منه مُعتلُّ اللام، مثلُ: "والى ورامى وهادى" قلِبت لامُهُ في المصدر همزةً كوِلاءٍ، ورِماءٍ، وهِداءٍ.

وما كان فاؤُهُ من هذا الوزن (ياءً) يمتنع مجيءُ مصدره على (فعالٍ)، فنحو: "ياسَرَ ويامَنَ" ليس فيه إلاَّ (المياسَرة، والمُيامنة).
وقد جاء مصدرُه على (فيعالٍ) نادراً، نحو: "قاتلَ قيتالاً"، فلا يقاس عليه.

(وأعلم أن "الفيعال" هو القياس لمصدر "فاعل"، فهو أصل الفِعال، خفف بحذف يائه، واهمل في الاستعمال, وانما كان قياس مصدر فاعل هو (الفعال)، لأن المصدر الرباعي الأحرف يبنى على ماضيه وزيادة ألف قبل آخره. كما قدمنا.

فالأصل في الفيعال "فاعال" مبنياً على "فاعلَ" كسرت فاؤه، فانقلبت الألف بعدها ياء مراعاة للكسرة قبلها).

وقد شذَّ مجيءُ المُفاعلة مصدراً لفاعلَ، لأن القياسَ إنما هو (الفِعال) ولذا يجعلها المُحققون من العلماءِ اسماً بمعنى المصدر، لا مصدراً، لأن المصدر إنما هو (الفِعال) المُخفَّفُ من (الفِيعال).


0 تعليقات:

إرسال تعليق