الملحق بدحرج.. شَمْللَ. جَهْوَرَ. رَوْدَنَ. رهيأ. سيْطر. شَنْتر. فنْعل. سلْقى. زيادة الفعل للإلحاق. الإلحاق في الوزن. إخراج الفعل عن معناه



الملحق بدحرج:

يُلحَقُ بدْحرج سبعةُ أَوزانٍ من الثلاثي المزيد فيه حرف واحدٌ. وهي: "شَمْللَ" - بوزن "فَعْلَلَ" - و "جَهْوَرَ" - بوزن "فَعْوَلَ" و "رَوْدَنَ" بوزن "فوْعل" - و "رهيأ" - بوزن "فعْيل" - و "سيْطر" - بوزن "فيْعل" و "شَنْتر" - بوزن "فنْعل" - و "سلْقى" - بوزن "فيْعل".
وإنما كانت ملحقة بدحرج، لأن مصدرها ومصدره متحدان في الوزن. فمصدر فعلل "الفعللة"، ومصدر فعول "الفعولة" ومصدر فوعل "الفوعلة" الخ.

تحقيق في معنى الإلحاق:

الإلحاق أن يزاد على أحرفِ كلمةٍ، لتوازن كلمةً أخرى. وشرط الإلحاق في الأفعال اتحاد مصدري الملحق والملحق به، كما ترى في هذه الأفعال.
والإلحاق لا يكون في أول الكلمة. وإنما يكون في وسطها، كالنون من "شنْتر"، أو في آخرهاكالألف المنقلبة عن الياءِ في "سلْقى" ولذلك لم يكن نحو: "تمنطق وتمسكن وتمدرع وتمندل وتمذهب وتمشيخ" مُلحقاً بتدحرج، لأنَّ الميم ليست زائدةً بين أصول الكلمة.

ومع هذا فليست زيادتها لقصد الإلحاق، لأن هذه الأفعال مبنيةٌ على "المنطقة والمسكين والمدْرعة والمنديلُ والمذْهب والمشيخة"، فهي على زنة "تدحرج" أَصالة لا إلحاقاً، باعتبار أن الميم كالأصل توهماً. فقد توهموا أصالة الميم في هذه الأسماءِ فبنوا الفعل عليها. فوزنها "تفعللَ" لا "تمفعلَ" هذا هو الحقُّ الذي عليه المحققون من العلماء.
وما يزاد للإلحاق، لا يكون مزيداً لغرضٍ معنويّ تطَّرد زيادتُه لأجله.
فهو ليس كالزيادة في نحو: "أكرم وقاتل واستغفل"، ممّا زيادته لغير الإلحاق. وإنما هي لمعنًى اقتضى هذه الزيادة.

إخراج الفعل عن معناه:

وقد تُخرجُ الزيادةُ للإلحاق الفعلَ عن معناه إلى معنًى آخر، مع بقاءِ رائحةِ من المعنى الأوَّل.
فمثلُ "عثير" معناهُ: أثار العِثْير (بكسر العين وهو التراب، والغبار). والمجرَّد وهو "عثر" معناه زلَّ وكبا.
ويقال أيضاً: "عثر على الشيءِ": إذا وجده. ومنه: "عثر على السرّ ونحوه": إذا اطَّلع عليه.

حوقل:

ومثلُ: "حوقل" يأتي بمعنى: عجز، وأعيا، وضعُف، ونام، ومضى فتعب، ووضع يديه على خصره.
وكلُّ ذلك راجعٌ إلى معنى الضعف. وأصله من "حقل الفرص" "من باب فرح": إذا أصابه وجع في بطنه من أكل التراب وذلك ما يُضْعفه ويُعيه.
و "حوقل" هذه غير "حوقل" إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله، فهذه منحوتة من مركب، فهي على وزن "دحرج" أصلاً، لا إلحاقاً كما كما توهموا، لأن الواو فيها هي واو "حوْل"، فهي أصلية لا زائدة.

الإلحاق في الوزن:

واعلم أنَّّ ما كان من الكلمات ملحقاً بغيره في الوزن لا يجري عليه إِدغامٌ ولا إِعلالٌ، وإن كان مستحقَّهما، كيلا يفوت بهما الوزن.
وهذا من علامات الإلحاق أيضاً.
فمثلُ: شمللَ واقعندَدَ مُستحقٌّ للإدغام، لأن فيه حرفينِ مُتجانسينِ مُتجاورينِ. ومثلُ: "جَهْوَرَ" مستحقٌّ للإعلال بقلبِ الواو ألفاً. لكنه لم يجرِ على ما ذكر إدغامٌ ولا إِعلال، لما ذكرنا.
وإنما أعِلَّ نحو: "سلقى" لإنَّ الإعلال جرى على آخر الكلمة، وذلك لا يفوتُ به الوزنُ، لأنَّ الآخر يُصبحُ ساكناً، فيكون كالموقوف عليه بالسكون. والوقفُ على آخر الكلمة بإسكانه لا يفوت به وزنها.