جهود عبد المحسن السعدون لعقد معاهدة الاستقلال.. انتهاء مسؤولية بريطانيا في قضية الدفاع وتطبيق التجنيد العام



جهود عبد المحسن السعدون لعقد معاهدة الاستقلال:

عهد الى السعدون بتأليف الوزارة الجديدة في 14 كانون الثاني 1928، فاشترط السعدون حل المجلس النيابي.

منهاج وزارة عبد المحسن السعدون الثالثة:

وقد تضمن منهاج الوزارة السعدونية الثالثة الأمور التالية:
- عرض المعاهدة التي عقدتها الوزارة السابقة على المجلس النيابي القادم.
- السعي لإعداد الوسائل الضامنة للدفاع عن البلاد.

مفاوضات مع المندوب البريطاني:

وقد سارعت الوزارة الى حل المجلس وإجراء انتخابات نيابية جديدة وشكلت لجنة وزارية لإجراء مفاوضات مع المندوب البريطاني، إلا أن اللجنة لم تجد من الجانب البريطاني ما يحقق الأماني العراقية، فوضعت حلولاً مقابلة بحيث يتولى العراق مسؤولية الدفاع عن أمنه الداخلي ويحدد عدد الضباط البريطانين في جيشه الوطني ولا يسهم في نفقات دار الاعتماد البريطانية في العراق.
عرض السعدون نتائج المشاورات مع بريطانيا وموقف الحكومة العراقية منها على رجال السياسة واستشارهم فيما يجب أن يعمله، فأبدوا موقفه وأشاروا عليه بالاستقالة، فقدم استقالته في (20 كانون الثاني 1929) معلناً فيها فشل المفاوضات مع بريطانيا.

وزارة توفيق السويدي:

بقيت البلاد بدون وزراة مدة تزيد على ثلاثة أشهر، وبعدها عهد الملك الى توفيق السويدي بتأليف الوزارة الجديدة في (28 نيسان 1929) وهي وزارة انتقالية مهدت لعودة السعدون الى الحكم من جديد، لأنها لم تستمر طويلاً بالحكم أذ سرعان ما قدمت استقالتها في (25 آب 1928) وقبل تشكيل الوزارة الجديدة فوضت بريطانيا وكيل معتمدها في العراق أن يبلغ الملك فيصل الأول في (14/9/1929) بما يأتي: أن بريطانيا مستعدة لتأييد ترشيح العراق لإدخاله عصبة الأمم عام 1932، وأن بريطانيا سوف تبلغ مجلس العصبة في اجتماعه القادم أنها قررت عدم العمل بمعاهدة 1927، كما أن بريطانيا عازمة على إدخال العراق العصبة عام 1932.

وزارة عبد المحسن السعدون الرابعة:

شكل السعدون وزارته الرابعة في (19/9/1929) ووضعت الوزارة أسس عامة للدخول في مفاوضات مع بريطانيا هي: العمل على جعل مبدأ تطبيق المعاهدة الجديدة من تاريخ توقيعها، ورفع كل صبغة احتلالية من صلب المعاهدة الجديدة، والأخذ بنظر الاعتبار انتهاء مسؤولية بريطانيا في قضية الدفاع وتطبيق التجنيد العام.
وقد أدرك السعدون عدم جدية بريطانيا في أحداث تغييرات أساسية في سياستها تجاه العراق.

عوامل معاكسة لمسيرة السعدون:

وقد أثرت مواقف بريطانيا والصحافة والمعارضة البرلمانية  في نفس السعدون يضاف الى ذلك مشاكله العائلية مع زوجته التركية فضلاً عن استمرار الانتقاد في المجلس لعمل السعدون كل هذه العوامل دفعته الى الانتحار في الساعة التاسعة من مساء يوم (13 تشرين الثاني 1929) بإطلاق الرصاص من مسدسه وترك وصية إلى ابنه علي قال فيها: (سئمت هذه الحياة التي لم أجد فيها لذة وذوقاً وشرفاً..).