شرح مضمون قصيدة خبز وحشيش وقمر لنزار قباني



عندما يطلع القمر يذهب الناس لملاقاته...
لأن القمر هو الذي يخدرهم تحت باقات الزهور.

الناس بهذه الحاله يتركون الاعمال ويذهبون جماعات جماعات ليواجهوا هذا القمر الذي يعبدونه, ويذهبون ومعهم الخبز والمسجلات الى رؤوس الجبال وكذلك الادوات التي تستخدم للتخدير.

هنالك يتبادلون كل الخرافات والكلام الغير واقعي وحتى الكلام عندهم ليس واقعيا اصلا, كل ما يفكرون به هو عباره عن وهم وكلامهم ليس منطقيا، ومن ثم يتحولون الى اموات اذا لم يظهر القمر لان القمر هو الذ يخدرهم.

فيتساءل الشاعر ما مدى تاثير القمر على الناس في الشرق في بلاد الانبياء(فلسطين وسوريا) ولكن بالمقابل بلاده يعيش فيها فقط البسطاء(الولاده السلبيه) وهؤلاء يمضغون التبغ, يتعاملون مع المخدرات.

ويتساءل نزار قباني مره اخرى على ماذا يؤثر هذا القمر؟ وهو يعرف ان تاثيره هو العزه والكرامه تضيع في الشرق ويعيشون بدونها.

نعيش لنستجدي السماء... بما اننا اتكاليون لا نعمل, نطلب الرزق وغير الرزق من الله.
فيقول: لا يوجد هنالك من شيء في السماء للناس الضعفاء, يموتون اذا لم يظهر القمر, ويزورن قبور الاولياء لعل القبر يأتي بالطعام والاطفال.

يمدون السجاجيد وهنالك يتسلون باوهان دينيه تخدرهم (القضاء والقدر) كالضعف الاجتماعي والخلقي, يكون الشرق ضعيفا عندما يتدفق نور القمر واذا ظهر القمر, مجموعات كبيره من الناس تذهب لملاقاة القمر، أي أن الشعب الشرقي لديه موهبة البكاء.

المجتمع الشرقي يعيشون على نور لا يعرفون حقيقته بدون عيون لا يدرون الحقائق, مجتمع متدين, ولكن في الحقيقه متكلين على الآخرين.

قصيدة خبز وحشيش وقمر:
عندما يولد في الشرق القمر..
فالسطوح البيض تغفو
تحت أكداس الزهر..
يترك الناس الحوانيت و يمضون زمر
لملاقاة القمر..
يحملون الخبز.. و الحاكي..إلى رأس الجبال
و معدات الخدر..
و يبيعون..و يشرون..خيال
و صور..
و يموتون إذا عاش القمر..
***
ما الذي يفعله قرص ضياء؟
ببلادي..
ببلاد الأنبياء..
و بلاد البسطاء..
ماضغي التبغ و تجار الخدر..
ما الذي يفعله فينا القمر؟
فنضيع الكبرياء..
و نعيش لنستجدي السماء..
ما الذي عند السماء؟
لكسالى..ضعفاء..
يستحيلون إلى موتى إذا عاش القمر..
و يهزون قبور الأولياء..
علها ترزقهم رزاً.. و أطفالاً..قبور الأولياء
و يمدون السجاجيد الأنيقات الطرر..
يتسلون بأفيونٍ نسميه قدر..
و قضاء..
في بلادي.. في بلاد البسطاء..
***
أي ضعفً و انحلال..
يتولانا إذا الضوء تدفق
فالسجاجيد.. و آلاف السلال..
و قداح الشاي .. و الأطفال..تحتل التلال
في بلادي
حيث يبكي الساذجون
و يعيشون على الضوء الذي لا يبصرون..
في بلادي
حيث يحيا الناس من دون عيون..
حيث يبكي الساذجون..
و يصلون..
و يزنون..
و يحيون اتكال..
منذ أن كانوا يعيشون اتكال..
و ينادون الهلال:
" يا هلال..
أيها النبع الذي يمطر ماس..
و حشيشياً..و نعاس..
أيها الرب الرخامي المعلق
أيها الشيء الذي ليس يصدق"..
دمت للشرق..لنا
عنقود ماس
للملايين التي عطلت فيها الحواس
***
في ليالي الشرق لما..
يبلغ البدر تمامه..
يتعرى الشرق من كل كرامه
و نضال..
فالملايين التي تركض من غير نعال..
و التي تؤمن في أربع زوجاتٍ..
و في يوم القيامه..
الملايين التي لا تلتقي بالخبز..
إلا في الخيال..
و التي تسكن في الليل بيوتاً من سعال..
أبداً.. ما عرفت شكل الدواء..
تتردى جثثاً تحت الضياء..
في بلادي.. حيث يبكي الأغبياء..
و يموتون بكاء..
كلما حركهم عودٌ ذليلٌ..و "ليالي"
ذلك الموت الذي ندعوه في الشرق..
"ليالي"..و غناء
في بلادي..
في بلاد البسطاء..
حيث نجتر التواشيح الطويلة..
ذلك السثل الذي يفتك بالشرق..
التواشيح الطويلة..
شرقنا المجتر..تاريخاً
و أحلاماً كسولة..
و خرافاتٍ خوالي..
شرقنا, الباحث عن كل بطولة..
في أبي زيد الهلالي..