حل المشكلات الاجتماعية في الإسلام.. حماية للأسرة من بعض الانحرافات الشخصية التي قد تحدث من بعض أعضائها



حل المشكلات الاجتماعية في الإسلام:

لقد وضع الإسلام منهجاً متكاملاً لعلاج المشكلات الأسرية و بناء الأسرة على أساس من التآلف و التراحم و المودة قال تعالى: (ومن آيته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة).

غض البصر عن المحارم:

فالهدف من الزواج هو غض البصر عن المحارم و إحصان الفرج و صلة قربى قال صلى الله عليه وسلم: (...ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره ويحصن فرجه،  أو يصل رحمة، بارك الله له فيها وبارك لها فيه).

تأديب الزوج لزوجته:

وأباح الإسلام بأن يؤدب الزوج زوجته وأن يتدرج في تأديبها، فأولا يؤدبها بالموعظة والتحذير و التخويف، وإن لم يجدي هذا الأسلوب يتبع الأسلوب الثاني وهو هجر زوجته في مضجعه، أي ينفرد عنها بالفراش و يهجرها وهو في البيت معها من ليلة إلى ثلاث ليال، وإذا لم يجدي هذا الأسلوب يتبع الزوج الأسلوب الثالث وهو أسلوب الضرب بأن يضرب زوجته ضرباً غير مبرح بحيث يبتعد عن ضرب الوجه.

والضرب هو وسيلة ضمن الوسائل المتعددة للعقوبة، وكان ضرورياً أن تختلف الوسائل باختلاف الطبائع بين النساء.

تعدد الزوجات للضرورة:

وأباح الإسلام تعدد الزوجات للضرورة، وحدده بأربعة من النسوة فقط.
وأوجب الإسلام على الزوج واحدة إذا لم يستطع العدل بين زوجاته قال تعالى: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا).

وتعدد الزوجات في الإسلام فيه علاج لكثير من المشاكل وحماية للأسرة من بعض الانحرافات الشخصية التي قد تحدث من بعض أعضائها.

ومن المعروف أن الأزواج في أوروبا اليوم كثيراً ما يتخذون زوجات غير شرعيات مما يدل على أن أوروبا المسيحية بدأت تسير نحو التعدد ، يقول أحد فلاسفتهم: "لقد أصاب الشرقيون في تقريرهم لمبدأ تعدد الزوجات لأنه مبدأ تحتمه و تبرره الإنسانية، والعجب أن الأوروبيين في الوقت الذي ينكرون فيه هذا المبدأ يتبعونه عملياً فما أحسب أن بينهم من ينفذ مبدأ الزوجة الواحدة على وجهه الصحيح".

ويمكن أن يقضي تعدد الزوجات في الإسلام على الخليلات غير الشرعيات في المجتمعات الغير إسلامية حيث ينتج عنه أطفالاُ غير شرعيين.

العدل بين الزوجات:

وإذا عدل الزوج بين زوجاته في المعاملة فإنه لن تحدث مشكلات، وقد ينتج عن تعدد الزوجات بعض المشكلات وهذه قد تكون لعدم العدل بين الزوجات في المعاملة.

مراقبة الأبناء:

وحث الإسلام الآباء على أن يراقبوا أولادهم ، ليعرفوا من يخالطون و يصاحبون، وإلى أي الأماكن يذهبون.  كما وجههم أن يحذروهم من خلطاء الشر، ورفاق السوء، ويختاروا لهم الرفقة الصالحة ، ليكتسبوا منهم كل خلق كريم، ومن توجيهات الإسلام وتحذيراته من قرناء الشر، و رفاق السوء...

قال تعالى: (يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني * وكان الشيطان للإنسان خذولاً).
وقوله تعالى: (قال قرينه * ربنا ما أطغيته * ولكن كان في ضلال بعيد).
وقوله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو * إلا  المتقين).
وقوله عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).
وقوله عليه السلام: (إياك و قرين السوء فإنك به تعرف).

العدل بين الأبناء والرفق بهم:

ومن حيث معاملة الأبناء أمر الإسلام بالعدل بين الأبناء وحسن معاملتهم والرفق بهم،  قال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى).

وقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا أراد الله تعالى بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق، وإن الرفق لو كان خلقاً لما رأى الناس خلقاً أحسن منه...).
وقد أكد عليه الصلاة والسلام على وجوب العناية بالأبناء فقال: (أدبوا أولادكم وأحسنوا أدبهم).

ديمقراطية أسرية:

وحث الإسلام على المشورة داخل أفراد الأسرة في الأمور المختلفة لقوله تعالى: (وشاورهم في الأمر) و قوله سبحانه: (و أمرهم شورى بينهم).

وتعويد الأبناء على أسلوب المناقشة داخل الأسرة و خارجها، مع حسن النقاش لقوله تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن).

وحث الإسلام على المحافظة على المواعيد و الوفاء بالوعود لقوله صلى الله عليه وسلم:  (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخل ، وإذا أؤتمن خان).

وهكذا نرى أن الإسلام وضع منهجاً متكاملاً في علاج المشكلات الاجتماعية و أسس الوقاية منها..