المداخل العلاجية والوقائية للمشكلات الاجتماعية.. توقع حدوث المشكلات نتيجة العلم بأسبابها مقدما وبالظروف التي تؤدي إليها



المداخل العلاجية والوقائية للمشكلات الاجتماعية:

يتدخل الباحثون الاجتماعيون في مواجهة المشكلات الاجتماعية من خلال مستويين أساسيين يهدفان إلى تحقيق أهداف علاجية أو وقائية وهما:

1- المدخل العلاجي
Treatment approach

وهو مستوى يستهدف القضاء على مشكلات قائمة بالفعل، ويعاني منها السكان.
وإذا لم يستطع القضاء على المشكلات تماما أو نهائيا، فهو على الأقل يحاول التخفيف منها قدر المستطاع.

وهذا المستوى هو الشائع بين معظم المجتمعات، حيث يبدأ الاهتمام بالمشكلة بعد أن تظهر فعلا وتتضح مظاهرها، أي أنه يتعامل مع الأعراض والنتائج دون الحاجة للرجوع للمسببات.

2- المدخل الوقائي
Preventive approach

وهو الذي يتوقع فيه المسؤولون عن المجتمع حدوث المشكلات، نتيجة لعلمهم بأسبابها مقدما، وبالظروف التي تؤدي إليها ومن ثم يبدؤن في اتخاذ العدة لذلك قبل وقوع البلاء، وتكون النتيجة السليمة هي قلة الخسائر.. أو حتى انعدامها، وهذا أفضل كثيرا بطبيعة الحال، ولكنه يتطلب الكثير من العلم والجهد والعمل.

ومن المهم أن نذكر هنا، أن هذا المستوى الوقائي لمقابلة المشكلات الاجتماعية، يعتمد على نتائج العلوم الأخرى وعلى معطياتها مثل: علم النفس، علم  الاجتماع، علم الإحصاء، الخدمة الاجتماعية، والتربية.. الخ.

علاقات طيبة ومشكلات اجتماعية:

ولو ضربنا مثلا من واقع المجتمعات الخليجية، وبالتحديد من المملكة العربية السعودية فإننا نذكر مثال المنطقة الصناعية ـ سواء في الجبيل أو في ينبع ـ عندما يتم إنشاء المصانع الضخمة فيها، وحينما يبدأ تشغيلها بكامل طاقتها، فلسوف يرد إليها آلاف البشر من جميع المستويات، من العمال غير المهرة، إلى العمال المهرة ومن المهندسين إلى الفنيين والخبراء.. الخ.

وكما هو الحال في معظم المناطق الصناعية الكبرى، فسوف يقيم هؤلاء جميعا على مقربة من عملهم، وداخل هذا المجتمع الجديد سوف تنشأ مجموعات من العلاقات الطيبة، كما سوف تعترض الحياة فيها بعض المشكلات الاجتماعية، وهذا أمر عادي ومتوقع.

والذي يستطيع المستوى الوقائي عمله، لمجابهة المشكلات الاجتماعية هو معرفة أعداد هؤلاء العمال وفئاتهم، وأعداد أسرهم، وفئات أعمارهم، وتوزيعهم جنسيا.. وهذا من عمل رجال الإحصاء.

تغييرات وممارسات على أرض الواقع:

ثم إن علما مثل علم النفس ينبغي أن يسهم ببحوثه ودراساته، حول التعامل النفسي مع أصحاب هذه الفئات المختلفة، وذلك من خلال الدراسات والبحوث السابقة في نفس المجال، ومن خلال الملاحظة المتعمقة لما يجري من تغييرات وممارسات على أرض الواقع.

وكذا يستطيع علماء الاجتماع والخدمة الاجتماعية التقدم بما لديهم من دراسات حول المشكلات الاجتماعية التي يمكن أن تنشأ في مثل هذه المجتمعات الجديدة وكيفية مواجهتها.

وختاما يمكننا القول إن المستويين العلاجي والوقائي يمكن أن يسيرا جنبا إلى جنب في نفس الوقت، بحيث تكون معالجة آثار المشكلة الاجتماعية سائرة في الوقت الذي تكون فيه أمور الإعداد للوقاية من تكرارها.. أو زيادتها واستفحال أمرها آخذة في السريان أيضا.