الباثولوجيا الاجتماعية.. الخروج عما هو مألوف في الوضع السوي والسائد في التنظيم الاجتماعي. منظور سوسيولوجي للدراونية الإحيائية البيولوجية



الباثولوجيا الاجتماعية
Pathology Social


العلة الاجتماعية تعني الخروج عما هو مألوف في الوضع السوي والسائد في التنظيم الاجتماعي.
ودخل مصطلح العلة الاجتماعية إلى علم الاجتماع من منظور سوسيولوجي للدراونية الإحيائية ”البيولوجية“.

حيث شبهوا المجتمع بالعضو الجسمي من حيث تطوره وعلاقته بوظائف أجزاء الجسم الأخرى من حيث السواء.

الحالة الطبيعية للمجتمع:

ويتميز المجتمع السوي عن المنحرف بسمات تتمثل في: الحالة الطبيعية من الصحة والظروف المعتادة الطبيعية Normal للمجتمع وأفراده، وأي انحراف عن هذه الحالة  يعتبر علة مرضية لأنها لا تمثل الحالة الطبيعية كما عدوها أو حالة شاذة أو غير سوية لأنها لا تعبر عن السواء الاجتماعي للمجتمع الإنساني.

نشأ هذا الاتجاه في جامعة شيكاغو عام 1892 وحتى أربعينات القرن العشرين. واعتبروا هذا القسم (علم الاجتماع) مركز للبحوث الاجتماعية.

أصول اجتماعية متماثلة:

ينتمي أصحاب هذا الاتجاه إلى أصول اجتماعية متماثلة، فمعضهم من أبناء الطبقة الوسطى البروتستانية، ومن مجتمعات زراعية صغيرة، وبعضهم كانوا من أبناء وزراء، ومعظمهم يمثلون تنظيمات ومؤسسات الرعاية الاجتماعية.

قاموا بدراسة أوضاع المعيشة للفقراء المهاجرين من الدول الأوربية والأفريقية والأسيوية واستوطنوا في المدن الحضرية التي تنمو بصورة سريعة وتتميز بالحراك الاجتماعي العمودي، واهتموا بدراسة المناطق المتخلفة Slums التي تعج بالعديد من الظواهر الفقر والجرائم والانحراف والطلاق والأسر المتصدعة والصراع العرقي وأطلقوا عليها مصطلح العلل الاجتماعية.

أصول وقيم العلل الاجتماعية:

اهتم العالم مليز بدراسة أصول وقيم العلل الاجتماعية فوجدها غير ممثلة للحالات الحضرية، وإنما تمثل نمط الحياة الاجتماعية الريفية، وكشفت خصائص العينة أن معظمهم من الشباب المهاجرين وينحدرون من الطبقات الوسطى للمجتمع الأوربي الحضري، ولم يمثلوا الطائفة المسيحية البروتستانتية.

انصب اهتمامهم على دراسة الانحراف عن المعايير والقواعد التي يحددها المجتمع لأنماط السلوك المرغوبة، وكان الهدف من دراسة السلوك المنحرف لتحديد المشكلة الاجتماعية وإيجاد وسائل وحلول لمواجهة هذه المشكلات.

المدرسة الإيكولوجية:

في أثناء هذه الفترة ظهرت المدرسة الإيكولوجية التي اهتمت بدراسة التفكك الاجتماعي، وترى أن التفكك الاجتماعي ينشأ عندما يتعرض المجتمع لتغير اجتماعي سريع وحاد فيؤدي إلى انهيار النظام القيمي في المجتمع.

لاحظ بارك وزملاءه في دراسته انتشار مظاهر من التفكك الاجتماعي كالفقر والجريمة في مناطق معينة في المدينة، وتزداد المظاهر في وسط المدينة وتقل في أطرافها.

الفرد مصدر المشكلات الاجتماعية:

ويرجع أصحاب مدرسة شيكاغو مصدر المشكلات الاجتماعية للفرد ذاته لأنه فشل في التمثل لمعاير وقيم مجتمعه، وانتقدوا الفرد لأنه غير قادر على التكيف مع الحياة الجديدة.

تعزيز النظام الاجتماعي:

ويهدف أصحاب هذا الاتجاه إلى تعزيز النظام الاجتماعي والمحافظة عليه أكثر من دراستهم للمشكلات الاجتماعية، وكانوا غير مهتمين بالخصوصية الثقافية والإنسانية للمهاجرين، وطالبوا بإعادة تعليم المهاجرين لحل مشكلاتهم من خلال إيجاد وتنظيم برامج تعليمية وندوات لتعليم المهاجرين القيم والعادات المرتبطة بطبيعة الحياة الاجتماعية للمجتمع الجديد.