توحيد التعليم بالجزائر.. توحيد البرامج بين المدارس الابتدائية ومدارس التعليم العام والمدارس التي كانت تابعة لجمعية العلماء الجزائريين

إنّ النظام التربوي الذي وَرثناه من العهد القديم، كان يتسم بالازدواجية من حيث الهياكل والبرامج والشهادات. إذن كان من الضروري أن نعمل على توحيده.

فتم ابتداء من سنة 1964 توحيد البرامج بين المدارس الابتدائية ومدارس التعليم العام من جهة، والمدارس التي كانت تابعة لجمعية العلماء الجزائريين والمصادق عليها من جهة أخرى.

كما قامت الوزارة بتوحيد الامتحانات والمُسابقات كامتحان الدّخول للسنّة الأولى متوسط في سنة 1967 وامتحان التعليم المتوسط في سنة 1974.

و بحُكْم أمرية 16 أفريل 1976 التي تَنصّ على كوْن التربية والتكوين من اختصاص الدّولة ألغي التعليم ذو الطّابع التّجاري والتعليم التّابع للآباء البِيض المعادي لديننا الحنيف.

ومع انطلاقة المخطط الرّباعي 1970-1973 أنْشِئت معاهد تكنولوجية في كل ولاية حتى يتلقى فيها التلميذ المعلم و التلميذ الأستاذ تكوينا أوّليّا قبل الشروع في التدريس.

هذا ويجدر بالذكر أنه أسِسَ في سنة 1981 مركز وطني وثلاثة مراكز جهوية لتكوين إطارات التربية.

ومن جهة أخرى وتَدْعِيمًا للتعليم، انطلقت جملة واسعة النطاق للقضاء على الأميّة و الجَهْل وهُما من مخلّفاتِ الاستعمار.

كما اهتمت وزارة التربية بتعليم وتكوين كل من يرغب في رفع مستواه الثقافي وهذا عن طريق المراسلة والإذاعة.
فأسِّسَ سنة 1969 المركز الوطني لتعميم التعليم لهذا الغرَض.

بعد أكثر من عشر سنوات حافلة بمجهودات في سَبيل تشييد المدرسة الجزائرية، تمّ إصلاحُ ُ شامل يرمي إلى تغيير المنظومة التربوية تغييرًا جذريا علما بأن الهدف من المهام المسندة للمدرسة الجزائرية تتمثلُ قبل كل شيء في بناء شخصية أصيلة ونشر حَضارَتِنَا العربية الإسلامية.

وبعد المراحل الانتقالية المعقدة التي عشناها فشرع في التفكير في منظومة تربوية جديدة وقامت الوزارة بعدّة تجارب ميدانية.

فتجسدت هذه الجهود في اتخاذ أمرية 16 أفريل 1976 التي هي بمثابة أرضية تعتبر قانونا مَدْرَسيًا.
يتضمن هذا النص تنظيم التربية والتكوين، فيستمد هذا النظام الجديد مبادِئه من القيم العربية الإسلامية وينص على الخصوص:
- إجبارية التعليم ومجانيته.
- تعميم استعمال اللغة العربية.
- جعل النظام التربوي من اختصاص الدولة.

نصت أيضا الأمرية على تفرّع النظام التربوي إلى أربعة مستويات : التعليم التحضيري والأساسي والثانوي والعالي.

وبخصوص التعليم الأساسي، دخل حيز التنفيذ سنة 1980 بعد فترة امتدت من 1976 إلى 1979، يمكن وصفها بفترة الترددات ومحاولات التراجع عن أمرية 16 أفريل 1976.

تغيّرَت بالفعل المدرسة الأساسية من حيث محتواها وأعِدّت أوقات وبرامجُ ومناهج التدريس جديدة كما تمّ تأليف كتب مدرسية و وسائل تعليمية جديدة ولكن لم تحدث المدرسة الأساسية إداريا بناء على أمر 16 أفريل 1976.

وأمّا التعليم الثانوي العام و التقني لم يعرف الإصْلاحات التي تنص عليها أمرية 16 أفريل 1976 اللهم إذا استثنينا في الثمانينات فتح بعض الشعب ذات الطابع العلمي و التكنولوجي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال