مجالات انعكاس الأثرة وموقف طه حسين منها.. هؤلاء الناس الذين لا يفيدون مجتمعهم ولا أمتهم ولا الإنسانية بما عندهم من مال أو علم أو ثقافة فهم أشبه بالحمار الذي يحمل أسفارا



في أي المجالات تنعكس الأثرة (الأنانية) وما هو موقف طه حسين من الأثرة؟

الأثرة هي موجودة في كثير من الأشياء في المال حيث أن الغني يجمع المال إلى المال ويصبح ثريا وقد زادت ثروته من هذا المال وأدركه مرض البخل فيزداد حرصه على المال كلما ازداد حظه منه فهؤلاء الناس أشبه بما وصفهم القرآن الكريم بالذين يكنزون الذهب والفضة ولا يفيدون بها الناس.

وتكون الأثرة في العلم أو الأثرة في الثقافة فيجب العلم لنفسه وبفقد صفة الإنسانية فهو يدرس ويتعلم ويزيد من علمه لنفسه فقط فلا يحاول أن يفيد الناس بعلمه أو بثقافته ولا يسير عليهم حياتهم فهو أشبه بمصباح الكهرباء الذي فقد قوة الإضاءة ومهما سلطن على هذا المصباح من قوة كهربائية فلن يضيء.

وموقف طه حسين ضد هؤلاء الناس الذين لا يفيدون مجتمعهم ولا أمتهم ولا الإنسانية بما عندهم من مال أو علم أو ثقافة فهم أشبه بالحمار الذي يحمل أسفارا (كتب).

الأثرة في اللغة:
الأثرة هي المصدر من قولهم: أثر يأثر، وهو مأخوذ من مادّة (أث ر) الّتي تدلّ على تقديم الشّيء، يقال: لقد أثرت بأن أفعل كذا، وهو (أي الأثر) همّ في عزم، والأثير: الكريم عليك الّذي تؤثره بفضلك وكرمك، والمرأة الأثيرة، والمصدر الأثرة، تقول: عندنا أثرة، ورجل أثير على فعيل، وجماعة أثيرون، وهو بيّن الأثرة، ويقال: أخذت ذلك بلا أثرة عليك، أي لم أستأثر عليك، ورجل أثر على فعل، يستأثر على أصحابه.

فالأَثَرَة هي الاهتمام بالنفس وحب الذات وطلب منفعته أو سعادته أو رفاهيته، بغض النظر عن الآخرين سواءٌ أكان هذا السلوك مفرطاً أو حصرياً.

يشير مصطلح «الأثرة» إلى صفة إنسانية تعرض لبعض الناس، وتعني أن يختص الإنسان بالشيء لنفسه دون الآخرين، ويصنفها علماء السلوك الإنساني كنوع من الأخلاق غير السليمة في بعض الحالات، لأنها قد تدل على نوع من الأنانية وحب الذات على حساب الآخرين، وقد تسبب الأحقاد والضغائن بين أفراد المجتمع، وقد تناول القرآن هذا المصطلح وكذلك جاء ذكره في كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وورد كذلك في أدبيات كتب السلوك لدى العلماء.

الأثرة في الدين الإسلامي
أن يختصّ الإنسان نفسه أو أتباعه بالمنافع من أموال ومصالح دنيويّة ويستأثر بذلك فيحجبه عمّن له فيه نصيب أو هو أولى به.

قال ابن الأثير: أراد بالأثرة في الحديث الشّريف «ستلقون بعدي أثرة» أنّه يستأثر عليكم فيفضّل غيركم في نصيبه من الفيء.

وقال ابن حجر: أشار بالأثرة إلى أنّ الأمر يصير في غيرهم فيختصّون أنفسهم دونهم أي دون الأنصار بالمال وكان الأمر على ما وصف صلّى الله عليه وسلّم.

أضرار الأثرة:
جاء التحذير من الأثرة في النصوص الشرعية لما لها من آثار سيئة على المجتمع، فروى أُسيد بن حُضير: أنّ رجلًا من الأنصار خلا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ فقال: «إنّكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض».

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها. قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: «أدّوا إليهم حقّهم، وسلوا الله حقّكم».

وفيه توصية لكل من استؤثر عليه بالصبر، وإعلام بأن الدنيا ينال حظوظها من لا يستحقها.