مبادئ اللغة عند دي سوسير.. اللغة نظام من الإشارات التي تعبر عن اللغة وإن العلاقة بينها وبين ومدلولاتها اعتباطية بدليل اختلاف الإشارة - السيمولوجيا

مبادئ اللغة عند دي سوسير:

ساهم عالم اللغة السويسري فرديناند دي سوسير في تطوير علم اللسانيات الحديث من خلال أفكاره حول طبيعة اللغة وكيفية دراستها. من أهم مبادئ اللغة عند دي سوسير ما يلي:

- اللغة نظام رمزي:

اللغة هي نظام من الرموز التي تمثل الأفكار والأشياء في العالم. هذه الرموز ليست ذات معنى ذاتيًا ، ولكن يتم تحديد معناها من خلال العلاقة مع الرموز الأخرى في النظام.

- اللغة اجتماعية:

اللغة هي ظاهرة اجتماعية تشترك فيها مجموعة من الناس. يتم تعلم اللغة من خلال التفاعل الاجتماعي ، ولا يمكن تعلمها بشكل فردي.

- اللغة ديناميكية:

اللغة تتغير باستمرار. تتغير مع مرور الوقت ، وتتغير مع استخدامها من قبل مختلف الناس في مواقف مختلفة.

- اللغة ثنائية:

اللغة تتكون من دال (الصوت أو العلامة) ومدلول (المعنى). لا يوجد علاقة طبيعية بين الدال والمدلول ، ولكن يتم تحديد العلاقة بينهما من خلال الاستخدام الاجتماعي.

كانت أفكار دي سوسير ثورية في وقتها ، وقد أسهمت بشكل كبير في تطوير علم اللسانيات الحديث. مازالت هذه الأفكار تؤثر على الطريقة التي يدرس بها علماء اللغة اللغة اليوم.

المفاهيم الأخرى التي ساهم بها دي سوسير في علم اللسانيات:

فيما يلي بعض المفاهيم الأخرى التي ساهم بها دي سوسير في علم اللسانيات:

- اللغة والكلام:

يميز دي سوسير بين langue (اللغة) و parole (الكلام). تشير langue إلى النظام المجرد للغة ، بينما يشير parole إلى الاستخدام الفعلي للغة من قبل الأفراد.

- السانكرونية والدياكرونية:

يميز دي سوسير بين synchronie (الدراسة المتزامنة للغة) و diachronie (الدراسة التاريخية للغة). تركز الدراسة المتزامنة على اللغة في وقت معين ، بينما تركز الدراسة التاريخية على التغييرات التي تحدث في اللغة بمرور الوقت.

- أطروحة تعسف العلامة:

تشير هذه الأطروحة إلى أن العلاقة بين الدال والمدلول (الصوت والمعنى) هي علاقة تعسفية. لا يوجد أي سبب منطقي للربط بين صوت معين ومعنى معين.
تظل أفكار دي سوسير مهمة في علم اللسانيات الحديث. لقد ساهمت في تطوير علم اللسانيات كعلم مستقل ، وساعدت في تشكيل الطريقة التي يدرس بها علماء اللغة اللغة اليوم.

كشوف دي سوسير بشأن اللغة:

توصل دي سوسير إلى أربعة كشوف هامة تتضمن:
  • أولاً: مبدأ ثنائية العلاقات اللفظية أي (التفرقة بين الدال والمدلول).
  • ثانيًا: مبدأ أولوية النسق أو النظام على العناصر.
  • ثالثًا: مبدأ التفريق بين اللغة والكلام.
  • رابعًا: مبدأ التفرقة بين التزامن والتعاقب.

الكلمة إشارة:

فلو رأينا المبدأ الأول لوجدناه يتحدث عن الكلمة، فالكلمة عنده هي إشارة وليست أسمًا لمسمى بل هي كل مركب يربط الصورة السمعية والمفهوم، وهو يقصد بذلك الدال وهو الصورة السمعية، وأما المدلول فهو المفهوم.
إذن فاللغة عند سوسير هي نظامًا من الإشارات التي تُعبر عن اللغة، وإن العلاقة بين تلك الإشارات ومدلولاتها علاقة اعتباطية، بدليل اختلاف الإشارة وهذا ما قاده إلى تأسيس على السيمولوجيا.

أولوية النسق أو النظام:

أما المبدأ الثاني الذي اكتشفه سوسير، وهو أولوية النسق أو النظام على العناصر، فهو يُشير بذلك على أن اللغة نظامًا، ويُريد بنية هذا النظام وذلك لكونه مؤلف من وحدات لها تأثير متبادل على بعضها.
فهو يدعو إلى تحليل البنية (النظام) وكشف عناصرها كالرموز والصور والموسيقى في نسيج العلاقات اللغوية أي في أنساقها؛ لمعرفة ملابسات بُنيتها من الداخل والخارج، فيريد البحث عن مجموعة العناصر وعلاقاتها المتشابكة داخل هذا النظام.

التفريق بين اللغة والكلام:

أما المبدأ الثالث فهو التفرقة بين اللغة والكلام.
وتحدثنا في المبدأ الأول عن اللغة بأنه يعتبرها نظامًا من الإشارات التي تعبر عن تلك اللغة، فهو بذلك يُفرق بينهما فاللغة مجموعة القواعد والوسائل التي يتم التعرف اللغوي طبقًا لها، أما الكلام فهو الطريقة التي تتجسد من خلالها تلك القواعد والوسائل في موقف بعينه، ولوظيفة بعينها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال