دراسة وتحليل وشرح نص خطبة أكثم بن صيفي



يضع أكثم تصوره للمجتمع المثالي من خلال وصايا ومواعظ قيلت أمام الملك. اشرح ثلاث نصائح واحدة تتعلق بالملك وأخرى بالخطيب والأخيرة بالرعية:

1- للملك: أفضل الملوك أكثرهم نفعا، شر الملوك من خافه البريء.
2- للخطيب: أفضل الخطباء أصدقهم, البلاغة والإيجاز.
3- للرعية: الصدق منجاة, آفة الرأي الهوى, خير الأمور الصبر.

* ترد في الخطبة معان متضادة في محورين مختلفين عين هذه المحورين ثم بين المعاني التي تندرج في كل واحد منهما:
- المحور الأول: أفضل الأشياء وتندرج فيها كل معاني النفع والصدق والصبر والصلاح وبر الوالدين وحسن السيرة
- المحور الثاني: شر الأشياء وتندرج فيها معاني الظلم والمراءاة والكذب والعجر والهوى والفساد.

* بين عناصر أسلوبين تتميز بها الخطبة ومثل كل منهما بمثال من النص:
1- استخدام السجع.
2- الجمل الاسمية والعطف.
3- استقلال الجمل من حيث المعنى.
4- التضاد في المعنى.
5- استخدام صيغ التفضيل.

خطبة أكثم بن صيفي:
قام أكثمُ بنُ صَيْفِيٍّ، فقال:
إِنَّ أفضلَ الأشياءِ أعاليها، وأعلى الرِّجالِ مُلوكُها، وأفضلَ الملوكِ أعَمُّها نفعًا، وخيرَ الأزمنةِ أَخْصَبُها، وأفضلَ الخُطَباءِ أَصْدَقُها، الصِّدقُ مَنْجَاةٌ، والكَذِبُ مَهْوَاةٌ، والشَّرُّ لَجَاجَةٌ، والحَزْمُ مَرْكَبٌ صَعْبٌ، والعَجْزُ مَرْكَبٌ وَطِيئٌ، آفَةُ الرَّأي الهوى، والعَجْزُ مِفْتاحُ الفَقْرِ، وخيرُ الأمورِ الصَّبرُ، حُسْنُ الظَّنِّ وَرْطَةٌ، وسُوءُ الظَّنِّ عِصْمَةٌ، إِصلاحُ فَسَادِ الرَّعِيَّةِ خيرٌ مِن إِصلاحِ فَسَادِ الرَّاعِي، مَن فَسَدَتْ بِطَانَتُه كان كالغاصِّ بالماءِ، شَرُّ البِلادِ بِلادٌ لا أميرَ بها، شَرُّ الملوكِ مَن خَافَهُ البَرِيءُ، المَرْءُ يَعْجَزُ لا مَحَالَةَ، أفضلُ الأولادِ البَرَرَةُ، خيرُ الأعوانِ مَن لم يُرَاءِ بالنَّصيحةِ، أَحَقُّ الجنودِ بالنَّصرِ مَن حَسُنَتْ سَريرتُهُ، يكفيكَ مِن الزَّادَ ما بَلَّغَك المَحَلَّ، حَسْبُك مِن شَرٍّ سَمَاعَهُ، الصَّمْتُ حُكْمٌ وقليلٌ فاعِلُهُ، البلاغةُ الإيجازُ، مَن شَدَّدَ نَفَّرً، ومَن تَرَاخَى تَأَلَّفَ.
فتَعَجَّبَ كسرى مِن أكثمَ، ثم قال:
ويحك! يا أكثمُ، ما أحكمَك، وأوثقَ كلامَك، لولا وَضْعُك كلامَك في غيرِ موضِعِه.
قال أكثمُ:
الصِّدقُ يُنْبِىءُ عنك لا الوعيدُ.
قال كسرى:
لو لم يكن للعربِ غيرُك لَكَفَى.
قال أكثم:
رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِن صَوْلٍ.