مفهوم وأدوار الأسرة.. أول مجال تربوي يتواجد فيه الطفل ويتفاعل معه وفيها ينال الفرد مقومات نموه العقلي والجسمي والصحي وإشباع حاجاته الأساسية



تعتبر الأسرة الأصل الذي نشأ عنه جميع المؤسسات الاجتماعية الأخرى فهي أسبق المؤسسات ظهورا بل إنها أسبق من المجتمع نفسه وكانت الأسرة قديما تقوم بكل الوظائف الاجتماعية وتطوير الحياة  في المجتمعات وتعقدها أنشئت مؤسسات اجتماعية أخرى وبدأت تنتقل بعض وظائف الأسرة إلي هذه المؤسسات لتقوم بها.

الأسرة بطبيعتها اتحاد تلقائي تؤدي إليه الاستعدادات والقدرات الكامنة في الطبيعة البشرية التي تتجه بفطرتها إلي التواجد والعيش مع الآخرين من بني الإنسان ولا يطيق الفرد منا أن يعيش منفردا إلا لفترة قصيرة.

والأسرة بأوضاعها ومراسيمها عبارة عن نظام اجتماعي تربوي ينبعث عن ظروف الحياة والطبيعة التلقائية للنظم والأوضاع الاجتماعية وهي ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري ودوام الوجود الاجتماعي.

وقد أودع الله سبحانه وتعالي في الإنسان هذه الضرورة بصفة فطرية ويتحقق ذلك بفضل اجتماع كائنين لا غني لأحد هما عن الآخر وهما الرجلان والمرآة قال عز وجل: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها" الروم 21) والاتحاد الدائم المستقر بين هذين الكائنين بصورة يقرها المجتمع هو الأسرة.

ويرى البعض من العلماء أن الحصول علي ثمرات لهذا الاتحاد (أي الأبناء) شرط ضروري لاستكمال الأسرة مقوماتها الذاتية غير أن هذا الاعتبار خاطئ إذ نلاحظ أن عددا كبيرا من الأسرة عقيم ولا تقلل هذه الظواهر من اعتبارها خلايا ومؤسسات اجتماعية.

تحمل الأسرة مسؤولية خطيرة تجاه المجتمع باعتبارها أول مجال تربوي يتواجد فيه الطفل ويتفاعل معه ففيها ينال الفرد مقومات نموه العقلي والجسمي والصحي ومنها يستقي عاداته وتقاليده وقيمه ويتعلم التعاون والتضحية والوفاء والصدق والعطف علي الآخرين واحترامهم وتحمل المسئولية وإشباع حاجاته الأساسية كما تبدأ منها أول خطوات الطفل للاتصال بالعالم المحيط به وتكوين الخبرات التي تعينه علي التفاعل مع بيئته المادية والاجتماعية ومن ثم فالطفل يذهب إلي المدرسة ومعه البيت بخبراته ومؤثراته بوجه عام.

وتشكل الأسرة بوضعها الراهن إحدى المنظمات الاجتماعية التي يوكل إليها القيام بالتربية غير المقصودة للطفل منذ لحظة ميلاده وذلك يرجع إلي وظائف عديدة للأسرة تحقق للطفل من خلالها إطارا مرجعيا يستعين به في تفاعلاته الاجتماعية وعلاقاته الشخصية داخل وخارج الأسرة.