إن المدنية أو الحضارة هي عناصر أساسية في الثقافة أخذت عناية خاصة من الإنسان وهي تشمل التكنولوجيا بصورتها المادية والاجتماعية فصورها المادية تعني الأدوات والوسائل المعدة عمليا للسيطرة علي المصادر الطبيعية للنهوض بمستوى الحياة في جوانبها المادية كتطوير الإنتاج الصناعي والزراعي ووسائل الانتقال والاتصال وصورها الاجتماعية تعني الاستفادة العلمية في تنظيم العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأساليب الإدارة ومعنى ذلك أن المدنية أو الحضارة تعني الرقي في معطيات الثقافة ويكون الرقي والتطور أسرع في الجوانب المادية عنه في الجوانب الاجتماعية إلا أن الأخيرة تتأثر بالأولى فترقى هي الأخرى.
يلجأ بعض المفكرين إلي التميز بن الثقافة (Culture) والحضارة (Civilization) على أساس أن الأولى تشمل الجوانب غير المادية من حياة الإنسان بينما تشير الثانية إلي الجوانب المادية.
وأن الحضارة تشير إلى حالة معينة من حالات الثقافة فقد تكون الثقافة بدائية وتعني ذلك ثقافة القبائل التي لم تعرف الكتابة ولم تطورها لغة مكتوبة أما ثقافات العالم الذي عرف الكتابة فتعكس مرحلة من مراحل التحضر وهكذا تشير الحضارة إلي مستوى معين من التطور الثقافي للمجتمعات. وعرف الإنجليزي تايلور 1871(الثقافة) أو الحضارة بأنها تلك المجموعة المركبة التي تتضمن المعارف والمعتقدات والفن والحق والأخلاق والأعراف وكل الاستعدادات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوا في المجتمع.
كما عرفها وليم أوجبرن (بأنها ما تشتمل علي الأشياء والنظم الاجتماعية والطريقة الاجتماعية التي يسير عليها الناس في حياتهم).
ويفرق البعض بينهما فيرى أن الثقافة تمثل الجانب الروحي (القيم والعادات والتقاليد) في حياة الجماعة بينما تمثل الحضارة الجانب المادي والعلمي والبعض يراهما وجهان لعملة واحدة وهي حياة الجماعة.
كما يوجد تداخل بين مصطلح الثقافة والحضارة.
ومصطلح الحضارة في العلوم الاجتماعية له مفهومان.
1- الأول الحضارة هي شكل من أشكال الثقافة.
2- الثاني يقوم علي مقابلة الحضارة بالثقافة فالثقافة تنكمش حين تصير معبرة عن تلك الأفكار المتعلقة بالأساطير والدين والفن والأدب بينما الحضارة تدل علي التقدم العلمي التكنولوجي والمخترعات.
1- الأول الحضارة هي شكل من أشكال الثقافة.
2- الثاني يقوم علي مقابلة الحضارة بالثقافة فالثقافة تنكمش حين تصير معبرة عن تلك الأفكار المتعلقة بالأساطير والدين والفن والأدب بينما الحضارة تدل علي التقدم العلمي التكنولوجي والمخترعات.
وهكذا نجد أن الفارق بين اللفظين يكون علي النحو التالي:
1- الثقافة هي المحصلة الكلية للتراث الإنساني سواء أكان ماديا أو معنويا روحيا.
2- الحضارة هي نسق خاص ومنظم من الثقافة يتميز بالشمول والاستمرارية.
إن دراسة حضارة أي أمة تتجه إلي دراسة جوانب متعددة من منجزات هذه الأمة وتكاد الدراسات الحضارية لأي أمة تنحصر في الجوانب التالية:
1-نظام الحكم وتطبيقاته العامة وكل ما يتعلق بالحقوق والضمانات التي يقدمها نظام الحكم.
2- النشاط الفني بمختلف نواحيه.
3- العادات والتقاليد والتراث الشعبي.
4- النشاط العلمي.
1-نظام الحكم وتطبيقاته العامة وكل ما يتعلق بالحقوق والضمانات التي يقدمها نظام الحكم.
2- النشاط الفني بمختلف نواحيه.
3- العادات والتقاليد والتراث الشعبي.
4- النشاط العلمي.
والمعنى العام للثقافة هو: كل ما أبدعته عبقرية الأمة في الميادين المختلفة وعبر العصور منذ بدأت تعيش حياة اجتماعية حتى الوقت الحاضر.
إن الحضارة والثقافة كلمتان لا تختلفان في النوع ولكنهما تختلفان في الكم فالحضارة هي منجز من منجزات الأمة وتتميز بكمية ما تحتويه.
والثقافة هي كل ما صنعته يد الإنسان عبر الأجيال وهي مخزون حضاري (نحن ندرس الحضارة الإغريقية ولكننا لا نمارس الثقافة الإغريقية).
والثقافة والحضارة هي نتاج عوامل وظروف متعددة تجمع معا لتنتج تلك الصفة المتميزة من تلك العوامل البيئية والعقيدة والحياة الاجتماعية والاقتصادية والاحتكاك بالخارج وغير ذلك.
التسميات
ثقافة