دور علوم الاجتماع والفلسفة في حماية البيئة.. الدعوة إلى وحدة الإنسان والطبيعة ووحدة الوجود وخطر اعتبار الإنسان سيد الطبيعة وفوق قوانينها ونواميسها



دور علوم الاجتماع والفلسفة في حماية البيئة:

أياً كانت البيئة التي تتم دراستها، أو الحديث عنها، فهي تشكل مهد النشاط البشري، وبالتالي فهي محط اهتمام علم الاجتماع الذي يهتم بدراسة هذا النشاط، وكذلك دراسة الظاهرات المرضية التي تتعرض لها الأنظمة البيئية الاجتماعية، كالجريمة والجنوح والمخدرات والانتحار، وبعض الأمراض النفسية، وغير ذلك من الظاهرات التي تعاني منها معظم المجتمعات والدول، ولكنها تشتد في المجتمعات الصناعية والمدنية بشكل خاص.

المشكلات البيئية وتفكك المجتمع:

وهذه الظاهرات تعد مشكلات بيئية، أو هي انعكاس لهذه المشكلات التي تقود إلى تفكك المجتمع وتعرضه لهذه المشكلات، وعلم الاجتماع مع غيره من العلوم الإنسانية يقوم بدراسة هذه المشكلات، وتقصي أسبابها، ومصادرها ونتائجها، والعمل على الوقاية منها، من خلال دراسة الظروف الطبيعية والاجتماعية المحيطة بالإنسان والتي تدفعه للقيام بأفعال معينة. بما في ذلك دراسة مسائل مثل الانفجار السكاني، وأثره في البيئة، وما يتطلبه حل هذه المسائل من تنظيم الأسرة والاستفادة من التجارب والخبرات المناسبة للدول الأخرى في هذا المجال.

الفلسفة وحماية البيئة:

أما الفلسفة فقد كان ولا  يزال لها دور مهم في حماية البيئة، وقد طرح العديد من الفلاسفة مبادئ بيئية (إيكولوجية) هامة، تؤكد أهمية العلاقة بين الإنسان والبيئة، وكمثال على ذلك المبدأ الذي طرحه الفيلسوف فرانسيس بيكون، في القرن السابع عشر عندما قال: إننا لا نملك حق إصدار القوانين للطبيعة بقدر ما نملك من تقديم فروض الولاء والطاعة لها.

وتم طرح الكثير من النظريات والأفكار والمبادئ المشابهة، التي تدعو إلى وحدة الإنسان والطبيعة، ووحدة الوجود، وخطر اعتبار الإنسان سيد الطبيعة وفوق قوانينها ونواميسها.

الإيكولوجيا العميقة:

أو كما يقول آرن نايس، في رؤيته تحت عنوان الإيكولوجيا العميقة: إننا بحاجة إلى فلسفة سياسية وأخلاقية جديدة ترى البشر من حيث هم في الطبيعة ومنها وبها، وليسوا متعالين عليها.

كما اهتم الكثير من الفلاسفة والمفكرين العرب والمسلمين بالبيئة وحمايتها، مثل ابن خلدون وغيره ممن تحدثنا عنهم في غير مكان في هذا الكتاب.