العلاقة بين الموارد الطبيعية والموارد البشرية.. التأسيس لعمليات التحليل والتركيب والاستنتاج لوضع الخطط والسياسات المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية



العلاقة بين الموارد الطبيعية والموارد البشرية:

إن العلاقة بين الموارد الطبيعية والظروف الطبيعية، والمجتمع البشري، هي علاقة متغيرة باستمرار، والتوازن فيما بينها توازن متحرك جداً وديناميكي.

استنزاف الموارد الطبيعية والقضاء عليها:

وكل من هذا التغير والتوازن محددان بقدرة الإنسان وتأثيراته المفتعلة التي يحدثها في الوسط الجغرافي، وقدرة هذا الوسط على التوازن وإعادة التوازن، ولأن الموارد الطبيعية تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بنوعية الممارسات والأنشطة البشرية بمختلف أشكالها.

ويمكن تصنيف هذه النشاطات في محورين، الأول هو محور النمو الكيفي، وهذا المحور يركز على النظرة الضيقة الآنية، وقد يؤدي إلى ربح سريع، ولكنه ربح ظاهري يخفي خلفه خسائر حقيقية مؤجلة (متوسطة أو بعيدة المدى)، ومن هذه الخسائر احتمال استنزاف الموارد الطبيعية والقضاء عليها.

التنمية المستدامة أو القابلة للاستمرار:

أما المحور الثاني، يركز على النمو العقلاني الرشيد والمتكامل، ويعتمد النظرة بعيدة الأمد، ويمارس بشكل منسجم بين مختلف النشاطات والقطاعات، ويؤدي إلى ربح مباشر وفوري، وهو في نفس الوقت ربح متنام ومتراكم على المدى البعيد (وهذا ما يمكن تسميته بالتنمية المستدامة أو القابلة للاستمرار).

ومن المعروف أن الإنسان منذ أن وجد على سطح الأرض عمل على استغلال الموارد الطبيعية، والاستفادة منها تدريجيا في تأمين غذائه، وبناء مسكنه، وتطوير حياته، إلا أن هذا الاستغلال تزايدت حدته وشدته وتركيزه مع الزمن إلى أن وصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم من تدهور واستنزاف للموارد الطبيعية.

نقص الموارد الطبيعية:

وفي هذه الأيام حيث العلاقة معكوسة بين كمية الموارد الطبيعية المتاحة، وبين الزيادة الكبيرة في عدد سكان العالم الذي زاد على ستة مليارات نسمة، وفي الوقت الذي تعاني فيه الكثير من دول العالم ومناطقه من نقص في الموارد الطبيعية، نتيجة الإسراف في استنزافها وتلوثها وتدهورها.

وضع الخطط والسياسات المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية:

ولذلك فإن حماية الموارد الطبيعية المختلفة، الحية وغير الحية، المتجددة وغير المتجددة، تحتل مكانا مهماً في الدراسات الجغرافية، وترتبط ارتباطا وثيقا بالنظام الجيوبيئي، والمحافظة على استقراره وتوازنه.

ويمكن للجغرافيين القيام بدور مهم في عمليات حماية الموارد الطبيعية، وتعميق الوعي بأهمية هذه الموارد، خاصة وأن ميدان الجغرافيا هو البحث الشمولي التكاملي، الطبيعي والبشري، والعلاقات بينهما، الذي يؤسس لعمليات التحليل والتركيب والاستنتاج لوضع الخطط والسياسات المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية.