دور العلوم الدينية في حماية البيئة.. المحافظة على نظافتها وعلى مختلف مواردها من التلوث والتخريب وعدم الإفساد في الأرض وحماية الحرث والنسل والرأفة بالحيوان



دور العلوم الدينية في حماية البيئة:

إذا كان الله سبحانه وتعالى قد خلق الكون وسخر الأرض وما يحيط بها ليوفر للإنسان مقومات الحياة وعوامل البقاء، وهو بذلك يعينه على أداء مهمته التي خلقه من أجلها التي تتلخص في إعمار هذا الكون وعبادة الله، يقول تعالى: وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ. (الذاريات 56).

تطبيق الاتفاقات الدولية لحماية البيئة:

وإذا كان الأمر كذلك فحري ببني الإنسان الالتزام في تعاملهم مع البيئة بالقيم والمبادئ التي أمر بها الخالق، وأوصى بها الرسل والأنبياء في الديانات السماوية جميعا، اليهودية والمسيحية والإسلامية.

وقد حض الكثير من رجال الدين في العديد من دول العالم، وفي الكثير من المناسبات والمؤتمرات، على أهمية حماية البيئة وتطبيق الاتفاقات الدولية لحماية البيئة، والمحافظة على نظافتها وعلى مختلف مواردها من التلوث والتخريب أيا كان سبب ذلك، وعدم الإفساد في الأرض وحماية الحرث والنسل والرأفة بالحيوان وغيره من الكائنات الحية التي تشارك الإنسان الحياة على هذه الأرض.

صيانة البيئة من التلوث والفساد:

ولكن الإنسان وللأسف في كثير من الأحيان لم يلتزم بهذه القواعد والمبادئ، وأساء  التعامل مع البيئة لأسباب كثيرة، مما أدى إلى تلوث الهواء والماء والتربة.

وعلى سبيل المثال فإن الدين الإسلامي الحنيف يحض على حماية البيئة وعلى الانتفاع بمواردها بالشكل السليم والصحيح الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، ويصون البيئة من التلوث والفساد.
ولأن الإنسان يعد جزءا من الكون الفسيح ولكنه يعد الجزء المتميز والفريد في البناء الكوني، لقد منحه الله العقل والفؤاد والحواس، ويقول تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) (التين 4). وقوله (وهديناه النجدين) (البلد 10).

استخلاف الإنسان في الأرض:

 إن صلة الإنسان بالكون كما يصفها القرآن الكريم هي صلة الاستثمار والانتفاع والتعمير والتسخير، وهي صلة الاعتبار والتأمل والتفكير في الكون وما فيه، وقد قضت حكمة الله أن يستخلف الإنسان في الأرض.

لذلك فالإنسان الذي يعد جزءا من الأرض، وعنصرا من عناصرها هو أيضا يمكن اعتباره مديرا لها وليس مالكا لها، ومنتفعا بها لا متصرفا مطلقا بها، بمعنى أن الإنسان مستخلف على إدارتها واستثمارها، وهو بذلك مؤتمن، عليها ومن واجبه المحافظة على هذه الأمانة والتصرف فيها تصرف الأمين في حدود أمانته.