في دراسته لتاريخ الرواية يقدم لوكاتش رؤية هيجيلية ترى أن تاريخ الرواية يعكس الصراع البطولي ضد الشروط والقيود التي تفرضها الحياة البرجوازية ويقوده بحثه فى تاريخ الرواية إلى مقولة الحوقبة Periodication.
ويقصد بها أن الناقد الجمالي لا يستطيع أن يدرس نوعاً من الأنواع الأدبية إلا من خلال منظور منهجي وتاريخي يضع مخططاً للحقب التاريخية التى مرت بها الرواية بشكل عام وبناء على هذه الرؤية قسم "لوكاتش" تاريخ الرواية إلى أربعة حقب تمثل كل منها مرحلة تاريخية وسياسية واقتصادية وفكرية تختلف عن المرحلة الأخرى.
ويؤكد "لوكاتش" أفكاره تلك مرة أخرى فى كتابه "الرواية التاريخية" حيث يقول فى مقدمة كتابه "إن هدفه هو تقديم دراسة نظرية للتفاعل بين الروح التاريخية والأنواع الأدبية الكبيرة التى تصور كلية التاريخ".
ويعنى ذلك أن الأنواع الأدبية تقدم حال ظهورها الأساس الاجتماعى والأيديولوجى الذى نشأت عبر ظروفه ومقولاته ، وتلك الرؤية عند لوكاتش تكاد تماهى بشكل تام بين الجمالى والاجتماعي - امتداداً لفلسفة هيجل فى كون الشكل الفنى تعبيراً عن الواقع الاجتماعي - فلا وجود للاستاطيقى بمعزل عن السوسيولوجي.
وهذا يشير إلى الوحدة الفكرية العميقة التى يراها "لوكاتش" للإنتاج الإنسانى فى جملته فهو لا يفصل بين الفن والتاريخ والفلسفة، وإنما يرى أن ذلك كله تعبير عن التطور الاجتماعي وانعكاس للبنية المادية للمجتمع.