سفارة النبي (ص) إلى كسرى أبرويز ملك الفرس.. دعوة عبد الله ابن حذافة السهمي كسرى للاعتراف بالإسلام ديناً ودولة



سفارة النبي (ص) إلى كسرى  أبرويز (6هـ/627م):
في السنة السادسة من الهجرة النبوية الشريفة؛ أرسل نبي الرحمة محمد (ص) سفيرا له عبد الله ابن حذافة السهمي؛ إلى كسرى أبْرَويز ملك الفُرس، وبَعث مَعهُ كتاباً جاء فيه:
(بسم الله الرحمن الرحيم، من مُحمد رَسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سَلام على من اَّتبع الهُدَى، وآمن بالله ورسوله؛ وَشَهَدَ  أَن لا إله َ إلا الله وحْده لاشَريكَ لَهَ، وأن محمداً عبدَهُ ورسوله ، أدعوك بدعاية الله عزوجل، فإني أنا رَسول الله إلى النَاس كَاَفةً لأُنْذِرَ مَـنْ كَانَ حَيّاً، ويَحقَّ الْقَوْلُ عَلى الكافرين، أَسَـْلَمْ، فإن أبَيْتَ فَعَليك إِثم المجوس).

قراءة أولية لمحتوى كتاب الرسول (ص) إلى ملك فارس أبرويز يظهر الدعوة للاعتراف بالإسلام ديناً ودولة؛ وبداية الكتاب استهلها (ص) بالدعوة إلى السلام بين الطرفين ما دام ملك فارس يقر بالإسلام ووحدانية الله تعالى؛ وحملَهُ النبي (ص) مسؤولية عدم الأيمان بالرسالة السماوية أثم أمةُ الفرس جمعاء.

 ويبدو كان استقبال كسرى أُبرويز لمبعوث النبي (ص) سلبيا عندما لا سيما حينما قرأ الكتاب غضب ومزَقّه وقال: (يَكتبُ إلىّ هذا  وهو عبدي), فلما عَلِمَ الرسول (ص) حين بَلغُه ذلك قال: (مزق ملكه).

وفي رواية اخرى رويت عن ابي هريرة وغيره أن كسرى بينما هو في بيتٍ كان يخلو فيه إذا رجل خرج اليه وفي يده عصا فقال يا كسرى ان الله قد بعث رسولاً وأنزل عليه كتاباً مفاده أسلم تسلم واتبعه يبق لك ملكك ثم دعا كسرى حجابه وبوابيه فتواعدهم وقال من هذا الذي دخل عليَّ قالو والله مادخل أحد وما ضعنا لك باباً؛ ومكث حتى كان العام المقبل أتاه فقال له مثل ذلك.

وفي رواية ثانية إن عبد الله بن حذافة السهمي دفع كتاب الرسول (ص) فدفعه إلى عظيم البحرين؛ ودفعه الأخير إلى كسرى ؛ فلما قرأه مزقه  . فدعا عليهم رسول الله (ص) أن يُمزقوا كل ممزق. وفي رواية ثالثه قال رسول الله (ص): أما هؤلاء فيمزقون.

مما تقدم نفهم أن موقف كسرى فارس كان سلبياً من سفارة وكتاب الرسول(ص)على عكس إمبراطور بيزنطة هرقل الذي كان استقباله لمبعوث النبي (ص)؛ ولذلك روت مصادرنا التاريخية  أحاديث للنبي (ص) تجاه كسرى وتمزيق ملكه.