سفارة الرسول محمد (ص) إلى هرقل عظيم الروم إمبراطور بيزنطة.. الاعتراف بسلطة امبراطور الروم ودعوته للاعتراف بالإسلام دينا ودولة



سفارة الرسول محمد (ص) إلى هرقل عظيم الروم (6هـ/ 627م):

روت المصادر العربية الإسلامية سفارة الرسول (ص) حملت كتاب النبي(ص) إلى هرقل عظيم الروم؛ أي إمبراطور بيزنطة؛ وكان حينها في بلاد الشام بسورية؛ وتاريخ هذه السفارة سنة (6هـ / 627م) بعد منصرف النبي (ص) من الحديبية؛ وكان دحية بن خليفة الكلبي سفير النبي (ص) إلى هرقل قيصر الروم؛ ونسخة الكتاب:
" بسم الله الرحمن الرحيم , من مُحمد ٍ عبد الله ورسوله إلى هِرقَل عظيم الروم , سلامٌ على من أَّتبع الهُدى , أَّمَّا بعدُ :ـ فأني أدعوك بدعاية  الإسلام , أسْلِمْ تَسْلَم , أسلم يُؤَْتك الله أجََْرَك مرتين, فإن توليت فإنَّما عَلَيْك إثم الأريسين, و(يأهْلَ الكتَاب تَعالوا إلى كلمة سَواءِ
بَيْنَنَاَ وبَْينكُمْ، ألا نَعبْدَ  إلا الله، وَلاَ نُشْرك به ِ شيئا، ولا يَتَّخذ بَعَضُناَ أرباباً مِنْ دُون ِ أللهِ، فَانْ تَوَلّوا َ فَقَوُلََُوا اشهُدوا بأًنا مُسْلِمُون)".

وورد نص هذا الكتاب في كتاب صبح الأعشى نصه:
(من محمُدٍ رسَولُ الله إلى الإسلام ،فإن أًسلمَْتَ فَلْكَ ماللْمسلمينَ، وعليك ما عَليهَم، وإن لم تَدخَل في الإسلام ، فأَعْط الجزْيَة، فإن الله تعالى يقول: (قَتِلُوا الذَّين َْ لا يُؤْمِنونَ باُلله وَلا باليَومْ الآخِر وَلاَ يُحَرمَُّونَ مَا حَرَّم الله وَرسََُولُهُ وَلاَ يَدينُونَ دينَ اَلحقَّ مِن الذيِّنَ أوتوا الكتَب، حَتَّى يُعْطو الْجْزَيةَ عَن ْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُون). وإلاَّ فلا تَحُلْ بين الفلاحين وبين ألإسلام إن يَدخلوا فيه أو يُعْطوا الجزية).

وبعد قراءة النصين لكتاب الرسول صلى الله وسلم إلى ملك أو إمبراطور الروم؛ نفهم من مضمون الكتاب عدة حقائق سياسية ودينية؛ أولها اعتراف النبي صلى الله عليه وسلم بسلطة إمبراطور الروم. ودعوة الأخير للاعتراف بالإسلام دينا ودولة. ووسمه بتحية الإسلام.

واستشهد نبي الرحمة بالآية القرآنية التي تدعو أهل الذمة من اليهود والنصارى للتقارب مع المسلمين الموحدين فالرابط المشترك بين هذه الأديان وحدانية الله والإخلاص في عبادته؛ وحمل النبي (ص) الإمبراطور هرقل الإثم في حالة عدم الإيمان والاعتراف بالرسالة الإسلامية؛ وعلى عكس ذلك كسب الأجر مرتين.

ونحن لا نتفق مع مضمون نص الكتاب الذي ورد في كتاب صبح الأعشى للقلقشندى السابق الذكر؛ إذ إن الرسول (ص) لا يُعقل أن يطالب إمبراطور بيزنطة هرقل بالجزية؛ لأن نصارى بلاد الشام وبيزنطة لم يكونوا في حكم دولة الإسلام في عهد النبوة؛ ولم تسجل كتب السير والمغازي وصول أموال الجزية من نصارى بلاد الشام في عصر الرسالة.