يمكن تلخيص مبادئ تكوين المدرسين في المدارس العليا في ستة وهي:
1- تساوي حظوظ التكوين بالنسبة للجميع، ويتضمن هذا التكوين جانبا أكاديميا، هدفه اكتساب مضامين معرفية (في حقول متنوعة) وجانبا بيداغوجيا يهدف من الناحيتين: النظرية والتطبيقية، إلى تهيئ المدرس، كي يبني مع المتعلم، علاقات فكرية ووجدانية إيجابية.
2- شمول التكوين لجانب أساسي ولآخر مستمر، لأن غياب التكوين المستمر يؤدي إلى اصطدام المدرس بعدة عوائق معرفية وبيداغوجية.
3- يسمح التكوين بمناهضة "الوصفات البيداغوجية الجاهزة" Recétologie وبالتكيف مع الوضعيات الجديدة. ولا يمكن قبول الوصفات إلا كنقطة انطلاق الممارسة البيداغوجية.
4- التكوين هوتعلم في الأساس، لأن النشاط الخاص للمتعلم، كنشاط معرفي ووجداني، يوجد في صميم العملية المعرفية.
فالمتعلم يعتبر فاعلا ومؤلفا لما يتعلمه acteur/ auteur وهي الفكرة التي تتناسب مع قولة شهيرة لألفين توفلر A. Toffler، مفادها أن الأمي في المستقبل، لن يكون هو من يجهل القراءة، بل هو من لم يتعلم كيف يتعلم.وبذلك يقترن التعلم بمبادرة الذات وفعاليتها والأهداف التي رسمتها لنفسها.
5- إن تكوين المدرس هو تكوين الإنسان: إذ أن من بين الأهداف الأساسية للتكوين، إدراك معنى العلاقـة مع الآخر والتفاعل العقلاني والوجداني مع المحيط (الاجتماعي والبيئي).
6- إن التكوين وثيق الصلة بالحياة وبالمعيش اليومي، حيث يرتبط الأشخاص فيما بينهم ويتفاعلون كذوات مسؤولة.
في ضوء هذه المبادئ، تطرح مسألة الحاجيات والمنتظرات وبالتالي الغاية من عملية التكوين برمتها والدور الموكول للمدارس العليا للأساتذة في هذا الإطار.