تحديد المفاهيم والكفاءات المنهجية (المرحلة التنبوئية) في التقويم التكويني.. تحديد الأهداف المعرفية والمنهجية الخاصة بموضوع الدرس والمراد تعليمها للمتعلم



تحديد المفاهيم والكفاءات المنهجية (المرحلة التنبوئية) في التقويم التكويني

يتنبأ المعلم في هذه المرحلة بعد اختياره المفاهيم العلمية والكفاءات التقنية الواردة أصلا في المناهج التعليمية بالأهداف التربوية المراد تحقيقها على مستوى المتعلم، أي المفاهيم العلمية المراد إكسابها للمتعلم والكفاءات المنهجية التي يجب على هذا الأخير أن يمارسها في عملية التعلم، وعلى المعلم أن يقومها  خلال الفترة التعليمية حيث تعتبر عملية  تحديد هاذين الهدفين عملية ضرورية قبل الشروع  في أي عمل بيداغوجي، وذلك لأن لا يمكننا تحقيق جميع الأهداف التربوية ولا القيام بجميع التقنيات في آن واحد.

الخطوة الأولى: تحديد الأهداف المعرفية والمنهجية:

يتم في هذه الخطوة تحديد الأهداف المعرفية والمنهجية الخاصة بموضوع الدرس والمراد تعليمها للمتعلم.

ولتحقيق ذلك، يرجع المعلم إلى المناهج التعليمية التي تتضمن التعليمات التربوية والأهداف التربوية المراد تحقيقها وكذا المفاهيم العلمية (كفاءات معرفية) وتقنيات اكتسابها (كفاءات منهجية).

الكلمات المفتاحيـة والمكتسبات السابقة الخاصة بالمفهوم العلمي:

وبعد تحديد ذلك، يقوم المعلم بــ:
- تعيين المكتسبات السابقة الخاصة بالمفهوم العلمي المراد تعديله والتي يفترض أن تكون ضمن خبرة المتعلم (المعرفة السابقة).
- تعيين (repérer) الكلمات المفتاحيـة (mots-clés) التي من شأنها أن تخدم المفهوم العلمي  الجدي.
وتبيين المستجدات الخاصة بالمفهوم.
- تحديد الكفاءات المنهجية (التقنيات الثقافية) التي يجب على المتعلم ممارستها والتحكم فيها لاكتساب المفهوم الجديد.

الكفاءات المنهجية الواجب على المتعلم ممارستها والتحكم فيها:

ونذكر على سبيل المثال:
-  أن يكون المتعلم قادرا على معرفة ظاهرة التنفس (كفاءة معرفية).
- أن يكون المتعلم قادرا على توظيف المعرفة السابقة في صياغة المشكلة بأسلوب علمي.
- أن يكون المتعلم قادرا على ترجمة النص العلمي إلى رسومات تخطيطية... (الهدفين يمثلان كفاءات تقنية).

الخطوة الثانية: تحديد الكفاءات المعرفية والمنهجية:

حتى يكون تحديد الكفاءات المعرفية والمنهجية المراد تقويمها وضحا وغير قابل للتأويل، على المعلم أن يطرح عدة أسئلة على نفسه:
ماذا أريد أن أقوم على مستوى المتعلم؟
طبعا هذا السؤال يكون مصدرا لأسئلة أخرى من النوع: هل أقوم مدى اكتساب المتعلم للمفهوم العلمي؟
بمعنى قياس قدرة التذكر والاسترجاع، أم أقوم مدى تحكم المتعلم في الكفاءات المنهجية؟
أي التحقق من مدى اكتساب التعلم لكفاءات العلوم التقنية وهل التقويم الذي أسعى من ورائه: تكويني أم تقويم تحصيلي؟
وما هي الأدوات المراد استعمالها لتحقيق ذلك؟

التقويم التكويني أداة للتعلم المعرفي:

- في حالة ما إذا كان التقويم المقصود في إطار التكوين: على المعلم أن يطلب من المتعلم القيام بنشاطات معرفية (cognitif) عقلية لهـا علاقـة بالمسعـى العلمي (démarche scientifique) خاصة تلك التي تسعى إلى التحقق من الفرضية.
في هذه الحالة يصبح التقويم التكويني أداة التعلم المعرفي وأداة تشخيص المعرفة السابقة.

التقويم التحصيلي أداة لتعلم الأفكار وتقييم الكفاءات:

- في حالة ما إذا كان التقويم في إطار تحصيلي: يطلب من المتعلم القيام بقراءات مختلفة أو برسومات أو ترجمات تخص الموضوع...، وذلك قصد الكشف عن مستوى الكفاءات الموجدة لديه والخاصة بالمفهوم الذي درس أو في طريق دراسته وذلك  قبل الشروع في التعلم الجديد.
في هذه الحالة، يصبح التقويم التحصيلي يمثل  أداه تعلم الأفكار (notions) وأداة تقييم الكفاءات.

التحكم والنقل والتعبير:

ومما لاشك فيه، أن الكفاءات المعرفية العقلية المراد تقويمها بصفة مستمرة على مستوى المتعلم ترتبط ارتباطا وثيقا بصنافة بلوم (BLOOM)، حيث نجد الزوج دو لندشير فيما يخص تعليمية العلوم  (DE LANDSHEER VetG) يشيران إلى أن "هناك ثلاثة أهداف تربوية تخص عملية التعلم يمكن تقويمها على المدى القصير والمدى المتوسط والمدى البعيد وهي: التحكم والنقل والتعبير".


المواضيع الأكثر قراءة