مواقف الآباء من المدرس.. تحضير الفضاء الملائم للتعلم وإشراك التلاميذ في نظم التقويم وتحديد حاجيات التلاميذ والتصريح بها في وضعيات التعلم



يحتل المدرس في المنظومة التربوية مكانة رئيسية، لأن كل المعارف التي تتكون لدى التلميذ تتأثر بمواقفه.

يقول دواداي وبيران Douaday et Perin (1991) في هذا الصدد:"إذا أردنا أن نعرف الأستاذ فهو ذلك الشخص الذي تتغير علاقة التلميذ بمعارفه نتيجة لتدخلاته" (ص.18).

ويضيفان أنه يجب اعتبار الأستاذ شخصا (إنسانا) لأن اختياراته لا تكون دائما صائبة.
والقصد هنا أن رأي الأستاذ ومواقفه البيداغوجية (عن وعي أوعن غير وعي) تؤثر بفعالية على تصرفاته وتطبيقاته التربوية والبيداغوجية.

فالمدرس لم يعد ذلك الشخص الذي يلقن كل شيء بل هو الشخص الذي يسأل نفسه عن الطريقة التي يتم بها التعلم.

فالآباء يستنكرون المدرس الذي لا يمارس عمله بضمير مهني حي، ويرغبون في مدرس يتساءل قبل الحصة وبعدها عن ماهية الصعوبات التي تواجه التلاميذ في التعلم وعن السبل التي تمكنهم من تجاوز هذه الصعوبات.

والمطالب التي تمكنا من جمعها ترتبط بالعقد البيداغوجي والديداكتيكي الذي يجمع المدرس والتلميذ في وضعيات تعليمية وتعلمية وتتمثل في النقط التالية:

1- التركيز على كفايات السمع والقراءة والكتابة والملاحظة والتنظيم. يعتقد بعض الآباء أن الأسرة كانت تمثل في الماضي القريب التلميذ الثاني للمدرسة حيث تتعلم عن طريق أبنائها هذه الكفايات وتشعر بأهميتها وهو عكس ما يحدث الآن.

2- التشجيع على التعبير الكتابي والشفوي والتعامل مع الأخطاء كأداة للتعلم.

3- إظهار اهتمام وتفتح على تنوع الحلول والأجوبة.

4- إعطاء فرص للتلاميذ للتعرف على أهداف الدرس وعلى منهجياته المستعملة أو التي ينوي الأستاذ استعمالها مع الشرح والتعليل.

5- تنويع مقاربات التعلمات وتكييفها مع وضعيات التعلم.

6- تحديد حاجيات التلاميذ والتصريح بها في وضعيات التعلم.

7- تحضير الفضاء الملائم للتعلم: ومن الأمثلة الأكثر شيوعا نذكر في هذا الباب قلة استفادة التلاميذ من التجارب في المختبرات، ويكون السبب إما عدم توفر المختبر على التجهيزات الضرورية أو تهاون الأستاذ المحضر في تحضير شروط التجربة.

8- إشراك التلاميذ في نظم التقويم. حيث يلعب التقويم دورا أساسيا في نوع العلاقات التي تنشأ بين الأسرة والمدرسة، فهو مصدر الأحكام وأساس بناء تمثلات الآباء للمدرسة بصفة عامة وللمدرس بصفة خاصة.

إن الآباء يولون أهمية خاصة لتقديرات الأساتذة وملاحظاتهم ويعتبرونها تقويما ليس فقط لعمل الطفل بل تقويما للأسرة من خلال درجة اهتمامها ونوعية الدعم الذي تقدمه لابنها.

9- العمل على إخبار الآباء بالنتائج وبتطور التعلمات عند أبنائهم. كل الآباء يعتقدون أن على المدرس أن يساير وثيرة التعلم عند التلميذ ويعمل على تنميتها، وليس التلميذ الذي عليه أن يساير وثيرة التعليم عند المدرس.

لا يمكن للمدرسة أن تؤدي وظائفها الاجتماعية دون تكوين جيد للأساتذة. ولهذا فإن على مراكز التكوين أن تلعب دورها في هذا المجال وتهتم بدراسة العلاقة بين الأسرة والمدرسة، لأن التعرف على الأشكال المتغيرة التي تميز هذه العلاقة تمكن من إبراز متغيرات دقيقة مثلا الفشل المدرسي للتلاميذ.

في الختام نتمنى أن تفكر مراكز التكوين في إدراج مصوغة تهتم بكفايات تواصل المدرسة بالآباء؛ وبذلك سوف يتوفر المدرس والقائمون على المدرسة على مهارات علائقية تمكن المدرسة  من التواصل مع الأسر في جو أفضل.
 
يعتبر كثير من الباحثين (إفيكوز Evequoz, 1988) انعدام التواصل بين الأسرة والمدرسة من الأسباب الرئيسية لصعوبات التمدرس عند الكثير من التلاميذ.

يضع إفيكوز (Evequoz, 1988) الفشل المدرسي داخل المثلث المكون من الأقطاب الثلاثة: الأسرة والطفل والمدرسة.
وهذا يؤكد على أن مجهود المدرسة في معالجة هذا الفشل لن يكون مجديا إلا إذا تم التنسيق مع الأسرة.