عملية حل الرموز وسيرورة التصور.. عملية الاحتفاظ بالمعلومات أو في مجموعة من المعارف العلمية والتطبيقية



عملية حل الرموز وسيرورة التصور

فيما يخص عملية حل الرموز، تبين أدبيات" تعليمية العلوم" أنها تكمن في سيرورة التصور التي تتمثل في عملية الاحتفاظ  بالمعلومات أو في مجموعة من المعارف العلمية والتطبيقية، بحيث لا يمكن ترسيخ (Mémorisation) التصور مباشرة، إلا إذا تم عن طـريق قولبته (Modélisation) بإدماجه للبنية المعرفية السابقة.

طرح المشكل واقتراح النشاطـات:

فالتصور إذا ينظم المعلومات ويشكل الأثر لنشاط سابق، كما يحتفظ التصور بالمعلومات التي بنيت حديثا قصد استغلالها لاحقا في مواقف جديدة..، أما فيما يخص العمل الثاني للتصور، يظهر عند وضـع العلاقــة (relation) والتنظيم (systématisation) بين المعطيات، حيث يقوم الفرد المتعلم من خلال هذه الأخيرة بالبحث المستمر عن العناصر المعروفة التي يتحكم فيها والتي لها علاقة بالسؤال المطروح، وذلك قصد تنظيم الواقع كما هو عليه.

ومثل هذه العمليات، تجري في المواقف لتي تسمح للمتعلم بطرح المشكل واقتراح النشاطـات المختلفة.

التصادم المعرفي:

لهذا، لا يمكننا تفسير التصور على أنه مجرد معلومات سابقة يتم توصيلها بالمعلومات الجديدة، لبناء المعرفة العلمية أو مفهوم علمي جديد.

ذلك لكون التصور الجديد يتطلب تنشيط التصور السابق من خلال عمليات ذهنية تسمح بمواجهة المعلومات الجديدة بالسابقة لتخليق ما يمكننا  تسميته "بالتصادم المعرفي" بين ما هو سابق وما هو لاحق من معرفة ومعلومات علمية، حيث يساهم هذا التصادم في تنشيط الآلية الفكرية التي ستؤدي لا محال بالمتعلم  إلى طرح السؤال ليستفسر عن طبيعته ومحتواه.

أما فيما يخص ما توصل إليه من معلومات جديدة، سيدمجها المتعلم للتصور السابق لبناء المفهوم حيث يساعد التحكم في هذه العملية على تذكر واسترجاع ما هو مرسخ من معلومات على مستوى الذاكرة  عند الحاجة  وانتقاء ما هو ملائم من معلومات للموقف الجديد.

تكوين شبكة تحليلية:

كما تساعد الآلية الفكرية والحركات الذهنية للمتعلم في تكوين "شبكة تحليلية" للواقع تسهل عليه عملية الفهم، وذلك من خلال العلاقات والتنظيم للمعلومات قصد لبناء وتنظيم الواقع بتصور الجديد.

وعلى هذا الأساس، نجد أن من الضروري في مجال التربية العلمية أن يحول السؤال من:
ما هي المعرفة العلمية المراد إكسابها للمتعلم؟
إلى ما هي الكيفية التي يتم بها تعديل المعرفة والمفاهيم العلمية على المستوى الذهني للمتعلم؟
أو كيف يتم الانتقال من التصور التمهيدي (المعرفة السابقة) إلى التصور الجديد عن طريق التعلم؟
وطبعا المقصود هنا عملية التقويم.