إن عالمنا يمر بحقبة تاريخية تموج بزخم من متغيرات الثورة المعرفية بتجلياتها العلمية والتكنولوجية والاتصالية والمعلوماتية.
ومن ثم، أصبح إنتاج المعلومة وامتلاكها واستثمارها معرفة وتطبيقا هي الثروة الجديدة في عالم اليوم.
إذ يشار إلى المجتمعات الأكثر تطورا وغنى على أنها مجتمعات معرفة لا مجتمعات صناعية.
ويستدعي "ظهور مجتمع المعرفة توافر إمكانات خاصة تهيؤ الفرصة للاضطلاع بالأعمال والأنشطة الجديدة الكثيرة التي تتفق مع التحول إلى إنتاج المعرفة واعتبارها سلعة تجارية تعرض للبيع والشراء وتكون مصدر دخل للمجتمع المنتج لها ويمكنها الصمود في وجه المنافسة العالمية كأي سلعة أخرى.
ويبين هذا الواقع الجديد أن مجتمعا مثل مجتمعنا، لا يزال، على مستوى تطور مسيرته التنموية العامة، متأخرا حقبتين كاملتين، على الأقل، من حقب تطور المجتمعات الحديثة.
إلا أن التأخر هذه المرة سيكون قاتلا، خاصة أن الثروة المعرفية ستجعل من يمتلكها يجيد توظيف ما لديه من موارد مهما ندرت وشحت، وسيكون البعيدون عن مجتمع المعرفة منذورين لفقر وبؤس أكبر.