وفادة النبي (ص) إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين.. مصالحة المجوس واليهود والنصارى من أهل البحرين العلاء بن الحضرمي على أداء الجزية على كل حالم من الرجال



أوردت المصادر التاريخية في السنة السادسة للهجرة إلى أن النبي محمد (ص) بعث الصحابي العلاء بن الحضرمي   إلى ملك البحرين المُنذر بن ساوى العبدي؛ وحمل إليه كتاباً جاء فيه:
(بسم الله الرحمن الرحيم: من مُحَمد رَسولُ الله إلى المُنذر بِن سَاوى سَلِْمٌ أَنت، فإني أحْمَدُ إليك الله الَذَّي لاإله َ إلا هوَ، أما بَعدُ: فإنَّ من صَلَّى صَلاتَنا، وأستَقبَل قِبْلَتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المُسْلِمُ، له ذِمَّةُ الله  وذِمَّةُ رسوله, فَمنَ أحبَّ ذلك مَن المجوس، فإنه آمنٌ، ومن أَبى فإن عليه الجزية).

نَفهَم من مضمون كتاب الرسول (ص) إلى المنذر بن ساوى ملك البَحرَين أن عَدداً من المسلمين الجدد وجدوا في البحرين؛ أو ربما هي دعوة إلى الدين الحنيف بدليل قوله (ص) (من صَلى صلاتنا واستقبل قبلتنا) هذا يعني أن سفير الرسول (ص) العلاء بن الحضرمي كان مبشراً بالإسلام ومعلماً لشرائعه؛ ففي هذا الكتاب تعريف واف للمسلم من منظور النبي (ص) مَنْ يصلي صلاة المسلمين ويستقبل قبلتهم ويأكل ذبيحتهم ؛وفي هذا الخطاب أيضا دعوة للمجوس إلى اعتناق الإسلام أو دفع الجزية لِمن يأبى ذلك.

وقد رَدَّ المنذر بن ساوى بكتابٍ وجهه إلى الرسول (ص) اخبره فيه أن الكتاب النبوي قرأه على أهل البحرين فمنهم من آمن بالإسلام؛ ومنهم من أبى؛ وأعطى المنذر بن ساوى صورة عن أديان مجتمع البحرين من اليهودٍ والنصارى والمجوس.

وسرعان ماوجه النبي (ص) كتاباً آخر رداً على ذلك الكتاب ومما جاء فيه:
(بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى : سَلاٌم عَليكَ ، فإني أحْمَد إليك الله الذي لا إله الإهو، وأشهَد أن لا إله إلا الله ،وان محمداً عبده  ورسوله.أما بعدُ : فإني أذكَّرك الله َ عز وجل ، فإنه من يَنْصَح ْ فإنما يَنصحُ لنفسه، وإنه من يَُطع رُسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني، ومن  نصح لهم فقد نَصحَ لي، وإن رُسلي قد اثنوا عَليكَ خيراً، واني قد شَفعتُك فلي قومك، فأترك المسلمين ما اسلموا عليه؛ وعَفوتُ عن أهل الذنوب  فأقبل منهم وإنك مهما تُصْلِح فلن نَعِْزلك عن عملك ، ومن أقام على يهوديته، أو مجوسيته فعليه الجزية).

ونتيجة لذلك صالح المجوس واليهود والنصارى من أهل البحرين العلاء بن الحضرمي على أداء الجزية على كل حالم من الرجال دينار واحد سنوياً؛ وأن يدفعوا نصف منتوج التمر سنوياً للمسلمين.