المجوسية عند عرب الجاهلية.. ديانة قومية خاصة بالفرس انتشرت في تميم وعمان والبحرين وبعض القبائل العربية



المجوس يدينون بالنار، ويؤمنون بالهين يديران العالم، هما: إله الخير وإله الشر. ويقال: إن المجوسية كانت متفشية في تميم، وعمان، والبحرين، وبعض القبائل العربية. أما ابن قتيبة فنراه يحصرها في تميم، فيقول: "كانت المجوسية في تميم، ومنهم زرارة بن عُدْس التميمي، وحاجب بن زراة، وكان  تزوج ابنته ثم ندم، ومنهم الأقرع بن حابس، وأبو الأسود جد وكيع بن حسان التميمي ونقل صاعد الاندلسي رأي ابن قتيبة، ووصم تميماً بهذه الديانة.
أما الجاحظ فقد برّأ تميماً مما وصمت به، وتابعه في هذا فخر الدين قباوة. ونحن نتردد في الأخذ برأي ابن قتيبة لأسباب:
1- أن المجوسية ديانة  قومية خاصة بالفرس، ولم يهتموا بنشرها.
2- أن زواج حاجب من ابنته ليس من عادات العرب، ولا من مذاهبهم، وكانوا  يرون في هذا الزواج حرجا.
3- أن هذا الزواج مخالف للعرف الاجتماعي السائد عصرئذ، ولو حصل  لترك أثراً في نفوس التميميين، ومَنْ جاورهم من القبائل المعادية، كقبيلة بكر، ولوجودنا تعريضا به.
4- ماذا سيكون موقف أوس بن حجر من اعتناق بعض الدّارميين المجوسية بعد أن هجا البكريين أشد الناس عداوة لتميم، لشيوع المجوسية فيهم ، وكان قد قال:
والفارسية فيه غيرُ منكرة فبيه ضْيِزنٌ سَلِفُ
وهل سيصمت البكريون عن زواج كهذا؟
5- أن ختنوس ليست ابنة حاجب، وإنما هي ابنة أخيه لقيط، تزوجت من عمرو بن عدس، وتزوجت ثانية من عمير بن معبد بن زرارة، ورثته بعد موته.


0 تعليقات:

إرسال تعليق