الصحافة المغربية والتهكم.. استعراض الأوضاع بطابع كاريكاتوري يبعث على الضحك والسخرية وبطريقة جميلة وأسلوب حضاري لفن الكاريكاتير



الصحافة المغربية والتهكم

تاريخ الصحافة المغربية ملئ بنماذج من كتاب وصحف اتخذت من التهكم موضوعة لها ومن بين هذه الصحف جريدة "أخبار السوق" وهي جريدة في ثمانينات القرن الماضي، استعرضت الأشياء بطابع كاريكاتوري يبعث على الضحك والسخرية من الوضع القائم أنذاك بطريقة جميلة وأسلوب حضاري لفن الكاريكاتير.

الخصومات مع المخزن:

والملاحظ أن كل الصحف التي اتجهت بهذا المعنى لم تعمر طويلا وظلت الصحف الحزبية طيلة توظيفها لفناني الكاريكاتير المغربي يمثلون في نظرها حلقة الإحتياط يتم الإلتجاء إليهم أيام الخصومات مع المخزن أو حينما تتضارب مصالحهم الاقتصادية مع صنابير الإشهار فيتم إدخالهم للعبة وتخصيص صفحات قلما يتصفحها القارئ للجريدة.

خوف المخزن من التهكم والسخرية:

ومن التجارب الرائدة في هذا المجال تجربة الصحفي علي المرابط و(دومان) والتي لم تعمر طويلا بسبب هاجس خوف المخزن من صحافة تعتمد على التهكم والسخرية وتصل للملايين من المغاربة وتكون عزاء الأغلبية الصامتة.
تم منع الجريدتين ومحاكمة الصحفي علي المرابط في أغرب حكم قضائي بعدم مزاولة مهنته لعشرسنيين...

الجنس والسياسة والدين:

وامتازت "نيشان" بخطها التهكمي من ثالوث الجنس والسياسة والدين واختلف حولها المغاربة.

ففي حين يرى فيها السلفي تطاولا على المقدسات يرى فيها العلماني والأكثر انفتاحا طرحا لقضايا الوطن بطريقة مغايرة كثيرا ما أحرجت النظام المغربي في ملفات قوية وجدت نفسها بين ردهات المحاكم والتعويضات والاعتذارات.

ولكن ما يميز هذه التجربة استمرارها وتحديها للعديد من العقبات وإنتاج مجموعة من الأسماء الصحفية أمثال جمال بودومة وسناء العاجي...

مواضيع جادة في قالب كوميدي:

وانتبهت جريدة "المساء" مؤخرا بتخصيص ملحق للكاريكاتير كل سبت فيه الكثير من التهكم بطريقة تمتاز بالكثير من الإبداع.

وبدورها الصحافة الإلكترونية شقت نفس الطريق وهناك أسماء صحفية ترفرف بنبرتها التهكمية وقوالبها الفنية بطرحها للكثير من المواضيع الجادة في قالب كوميدي.

لكن ما يعاب على الصحافة الورقية طابع الإحتكار الذي تتخبط فيه وعدم انفتاحها على طاقات شابة وواعدة داخل الصحافة الإلكترونية يمكنها رسم معالم جديدة داخل الصحافة المغربية بشكل عام.