الكوميكيون المغاربة.. عدم إنتاج مدرسة فكاهية وتهكمية بالمعنى الفكري والإحترافي للكلمة



الكوميكيون المغاربة

الكثيرون من المغاربة "يتطيرون" من سعيد الناصري واحتكاريته لدور المخرج والمؤلف والمنتج والبطل وكل شيء.
ليس وحده من" يتطير" منه المغاربة ففي كل رمضان نجد الصحف المغربية تعيد نفس التعابير عن أهمية الفكاهة ومن هو المؤهل وعدم المؤهل لإضحاك المغاربة والتهكم عليهم.

موضوعة البدوي (العروبي) والمديني:

تمتلئ تلك الصفحات  البيضاء بالبكاء والعويل ولكن شيئا لم يتغيرولكن التاريخ المغربي ملئ بالعديد من الأسماء التي احتلت الحقل الفكاهي والتهكمي المغربي بصبغتها التلقائية أو بتكرارها الممل لموضوعة "البدوي" (العروبي) و"المديني" دون التطرق أو الإنفتاح على موضوعات اجتماعية وسياسية وتاريخية يمكن الإستعانة فيها بالباحثين في هذا المجال.

وهناك أسر اعتبرت هذا الحقل حقلا ملكا لها دون أن تفتح ابوابها للشباب والمتعطشين ذوي المواهب الخلاقة.
واتخذت سخرية وتهكم الكوميكيون المغاربة شكل ثنائيا "قشبال وزروال"، "الزعري والدسوكي"، "الثنائي الثقار"، "عاجل وفلان"، "الثنائي لهناوات" أو شكلا فرديا البوشاني، الفد، حنان الفاضلي، بن براهيم...

تجربة متكررة:

ورغم هذه التجارب المتعددة لم ينتج الكوميكيون المغاربة مدرسة فكاهية وتهكمية بالمعنى  الفكري والإحترافي للكلمة وظلت مقتصرة على الهواة والفردية مقارنة بالتجربة الإسبانية أو الفرنسية ولكن عدم التطور له أيضا أسبابه السياسية والفكرية والثقافية الذي تتحكم فيه.

ويمكن مناقشة موضوع أخر بالغ الأهمية عن تجهم المغاربة وعبوسهم وقلة البسمة في وجوههم وهي ثقافة وتربية لاعلاقة لها بالفقر كما يبرر الكثيرون ولكن بتربية قاعدية تؤسس على أهمية البشاشة والإبتسامة في حياة المواطنين.