حياة الطلاب في جامعات القرون الوسطى.. الانتقال بالمجان وتوفير الطعام والمأوى في الأديرة ومنحة دراسية أو معونة تسلمها إليه القرية أو الكنيسة أو الأسقف



لم تكن سن طالب العصور الوسطى محددة، فقد يكون في أي سن وقد يكون قسا أو راهبا أو رئيس دير أو تاجرا، وقد يكون متزوجا أو غلاما في الثالثة عشرة من عمره.

كما لم يكن على الذي يرغب في دخول الجامعة اجتياز امتحان معين، بل كان يشترط فيه فقط أن عارفا باللغة اللاتينية، وأن يكون قادرا على أداء أجر زهيد لكل مدرس يدرس منهجه عليه.

فإذا كان الطالب فقيرا فإنه قد يستفيد بمنحة دراسية أو معونة تسلمها إليه قريته أو كنيسته أو أحد أصدقائه أو أسقفه.

وكان الطالب الذاهب إلى الجامعة أو العائد منها ينتقل عادة بالمجان ويجد الطعام والمأوى في الأديرة التي في طريقه.

ولمن يفرض على الطلاب ملابس جامعية خاصة بل كان عليه أن يشد ثوبه الخارجي بالأزرار وألا يمشي حافي القدمين إلا إذا كان جلبابه يصل إلى عقبيه.

وكان الأساتذة يتميزون بلبس القبعة وهي حرملة حمراء أرجوانية ذات حاشية من جلد السنجاب كما كانوا في بعض الأحيان يعطون رؤوسهم بقلنسوة مربعة في أعلاها خصلة.

كان الطلاب يسلون أنفسهم بالكلاب والصقور والموسيقى والرقص والقصص وشرب الخمر والجعة في الأعياد والاحتفالات.

وكان الطالب في جامعة باريس في منزلة رجل الدين يتمتع بحصانته، فكان يعفى من الخدمة العسكرية ومن الضرائب التي تفرضها الدولة على غيره، ولا يحاكم أمام المحاكم غير الدينية، وكان ينتظر منه أن يدخل لسلك رجال الدين، وكان في وسعه إذا تزوج أن يظل طالبا، ولكنه في هذه الحال يفقد امتيازات رجال الدين ولا يستطيع الحصول على درجة علمية.