الامتحانات في جامعات القرون الوسطى.. اختبار خاص منفراد يشمل إجابات عن الإسئلة ومناقشة علنية يدافع الطالب فيها عن موضوع أو موضوعين



يبدو أنه لم يكن تعقد امتحانات في أثناء دراسة المناهج، لكن كان هناك إلقاء ونقاش وكان يمكن إقصاء العاجزين في خلال السنة.

ثم نشأ حوالي متصف القرن الثالث عشر عادة إلزام الطالب بعد أن يمضي خمس سنين مقيما في الجامعة للدراسة أن يؤدي امتحانا أوليا أمام لجنة.

وكان هذا يتضمن أولا اختبارا خاصا منفرادا يشمل إجابات عن الإسئلة، ويتضمن ثانيا مناقشة علنية يدافع الطالب فيها عن موضوع أو موضوعين ويفند اعتراض المعترضين ثم يختم النقاش بتلخيص النتائج.

كان الذين يجتازون هذه الاختبارات الأولية بنجاح يسمون البكلاري baccalari أي الأتباع وكان يسمح لهم أن يخدموا أستاذا بوصفهم مدرسين مساعدين أو محاضرين.

وكان بوسع التابع أن يواصل درساته وهو مقيم ثلاث سنين أخرى فإذا رأى أستاذه خلقا بالتقدم إلى الامتحان قدم إلى ممتحنين يعينهم رئيس الجامعة.

وكان ينتظر من الأستاذ أن لا يقدم طالبا يتضح أنه غير مستعد للامتحان إلا إذا كان من ذوي المكانة البارزة.

وكان الامتحان يعد لكي يناسب مقدرة الطالب وكانت الصفات الخليفية من الموضوعات التي سيشملها الامتحان لذلك فإن الجرائم الخلقية التي يرتكبها الطلاب قد تحول بينهم وبين الدرجات العالية.

فإذا اجتاز الطالب هذا الامتحان العلني والأخير ينجاح أصبح أستاذا أو دكتورا وعبله في هذه الحالة أن يدرس وهو يحمل على رأسه قلنسوة ويقبله أستاذه ويباركه ثم يجلسونه على كرسي الأستاذية فيلقي محاضرة افتتاحية.

ويعد هذا بمثابة بداية كأستاذ محاضر وكان من مستلزمات هذا التخرج أن يدعو جميع الأساتذة أو أكثرهم إلى وليمة يقدم لهم الهدايا وبهذا أيضا ينظم إلى نقابة الأساتذة.

ولقد كانت هناك ثلاث درجات علمية:
- الأولى منها هي درجة الباكالريوس ويطلب من المترشح لها أن يدرس كتابين في النحو وخمسة كتب في المنطق فإذا نجح فيها منحته الجامعة درجة bachelor of arts.

- أما الدرجة الثانية فهي درجة الليسانس وتحتم على طالبها أن يدرس نحو سنتين في القراءة والاطلاع وشرخ النصوص يؤدي امتحانا أمام لحنة خاصة تجيز له حملها إذا وقف في الامتحان وتجيز له ممارسة مهنة التدريس.

- أما الدرجة الثالثة فهي درجة الدكتوراه أو الأستاذية وتحتم على طالبها قضاء نحو خمس إلى ست سنوات في دراسة الآداب أو القانون أو اللاهوت وهذه الشهادة تسمح لحاملها أن يصبح أستاذا بإحدى الجامعات.