دور الجماعات الرهبانية في نهضة العصور الوسطى.. الاحتكاك بين العنصر الرجعي من المفكرين الذي يعبر عن الفكرة الدينية القديمة المتزمتة وبين العنصر المجدد من المنادين بتحرير الفكر



نشأت الجماعات الرهبانية في الفرنين الحادي عشر والثاني عشر مثل الإخوان الفرنسيسكان والسشتريان والدومنكان وغيرها.

فقد قامت عل أكتاف هؤلاء نهضة القرن الثاني عشر أو نهضة العصور الوسطى حينما احتكت الأذهان والعقول، بين العنصر الرجعي من المفكرين الذي يعبر عن الفكرة الدينية القديمة المتزمتة وممثله القديس برنارد أوف كليرفو، وبين العنصر المجدد من المنادين بتحرير الفكر ويتزعمه الفيلسوف بطرس أبيلارد زعيم الفكر الحر وتحرير الذهن من التقاليد العتيقة والداعي إلى فلسفة الشك والتشكك الشهيرة.

فالقديس برنارد من الشخصيات البارزة التي أخرجتها جماعة الإخوان السشتريان (1091-1153م ) وهو أكبر ممثل للتفكير القديم ومن المتحمسين للنظام البندكتي وكان متصوفا منكرا لذاته أسس ديره المعروف كليرفو وكان يتمتع بنفوذ كبير ونشاط فائق.

هذا القديس الذي دخل في صراع مع بطرس أبيلارد (1079-1142) من أشهر رجال الجدل.

هذا الأخير الذي دعا إلى استخدام العقل وتطبيقه على كل ما يقع تحت يد الإنسان قائلا إن الإنسان يجب أن لا يؤمن في شيئ قبل تفهمه وهكذا أصبح الفهم والإدراك لديه يسبقان الإيمان.