الأهمية الاستراتيجية لمنطقة القرن الإفريقي بالنسبة للوطن العربي.. السيطرة على باب المندب ومداخل البحر الأحمر وتهديد لأمن عدد من الدول العربية ومصالحها

لا يستطيع العرب الوقوف مكتوفي الأيدي يتفرجون على ما يجري في منطقة القرن الإفريقي من العالم التي حظيت باهتمام كبير منذ أزمنة بعيدة لأسباب كثيرة:

1- العرب هم الذين أطلقوا على هذا الساحل اسم ساحل الزنج، وقد استخدموه للتجارة بالعاج والذهب أو للهروب بالمعتقدات الدينية.

وقد هرب إليه أتباع بعض المذاهب السنية أو الشيعية.

2- ساهم العرب في أعمار هذه المنطقة من العالم إذ أسسوا في القرن التاسع الميلادي مدينة مقديشو وكان ذلك بالتحديد عام 860م وأسسوا مدينة ممباسا عام 957.

3- امتد الوجود العربي من الساحل الإرتيري شمالاً حتى تنزانيا جنوباً، ويتحدث سكان هذه المناطق لهجات يطلق عليها علماء اللغة باللغات السواحلية.

4- للقرن الإفريقي أهمية استراتيجية لأن من يسيطر على باب المندب أو مداخله الجنوبية يمكنه السيطرة على البحر الأحمر، لأن القرن الإفريقي هو الحلقة الوسيطة بين المحيط الهندي وجنوبي الأطلسي والطريق الأقصر والأسرع بالنسبة للسفن الحربية الأمريكية للوصول إلى الخليج العربي عبر باب المندب، بحر العرب، مضيق هرمز.

5ـ إن غياب السلطة في دولة مثل الصومال التي ذهبت ضحية للمتغيرات الدولية ومحاولة الولايات المتحدة استثمار مجلس الأمن لخدمة مصالحها وتطلعاتها، قد يفاجئ العرب بظهور قوة معادية لهم في هذا البلد العربي العضو في جامعة الدول العربية.

وهذا قد يشكل تهديداً لأمن عدد من الدول العربية ومصالحها.

وفي الوقت نفسه يهدد أمن الممر المائي من وإلى البحر الأحمر.