المدارس الدينية في اليمن.. تدريس مذهب أهل السنة للتصدي للمذهب الإسماعيلي الذي انتشر في المغرب العربي ومصر والشام واليمن على أيدي الفاطميين



ترجع نشأة المدارس اليمينة إلى الربع الأخير من المئة الهجرية السادسة / المئة الثانية عشر للميلاد أي عند امتداد نفوذ الأيوبيين إلى اليمن سنة (569 - 626هـ/1174 - 1229م).

إذ حمل سلاطين وأمراء بني أيوب من مظاهر الحضارة الإسلامية التي أخذوها عن الدولة السلجوقية - فكرة تأسيس المدارس التعليمية - والتي قصد منها تدريس مذهب أهل السنة للتصدي للمذهب الإسماعيلي الذي انتشر في المغرب العربي ثم امتد إلى مصر والشام واليمن وذلك على أيدي الفاطميين.

وفي عهد الملك المعز إسماعيل طغتكين بن أيوب بدأ ظهور المدارس في اليمن حيث بنى مدرستين إحداهما في تعز وسماها (المدرسة السيفية) نسبة إلى لقب والده سيف الإسلام طغتكين بن ايوب والأخرى في زبيد سنة 594هـ /1198م) وسماها (مدرسة المعز) نسبة إليه ويقال لها المدرسة المعزية، وهي التي عرفت فيما بعد بمدرسة الميلين.

ثم بدأت المدارس بعد ذلك في الظهور والانتشار خاصة في عصر الدولة الرسولية (626 – 858هـ / 1229 - 1454م) وكذلك في عهد الدولة الظاهرية (858 - 923هـ / 1454 - 1526م).

وكان معظم هذه المدارس تقوم بتدريس المذهب الشيعي وقيل منها يدرس المذهب الحنفي، وكذلك انتشر بناء المدارس في عهد الجراكسة على يد الإمام شرف الدين (877 - 965هـ / 1473 - 1558م) المخالف للجراكسة فأنشأ المدارس لتدريس المذهب الزيدي الهادوي مذهب أئمة اليمن.

وعند امتداد نفوذ الدولة العثمانية إلى اليمن (950 - 1050هـ / 1532 - 1635م) أنشأ ولاتها وأمرائها المدارس في زبيد وصنعاء وكانت هذه المدارس تقوم بتدريس مذهب أبي حنيفة ثم قطع بناء المدارس بعد ذلك حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري.

ويختلف تصميم المدرسة في اليمن عن مثيلتها في البلاد الإسلامية حيث كانت تستخدم التدريس مذهب واحد من مذاهب أهل السنة غالبا فانعكس ذلك على تصميمها المعماري.

فهي على شكل فناء أوسط مكشوف في الناحية الشمالية فيه بيت الصلاة (البنية) وفي الناحية الجنوبية إيوان يفتح على الصحن ويوجد في المدرسة مئذنة وإن كان بعضها لا يوجد به مآذن هذا إضافة إلى مساكن الطلبة والمطاهير والحمامات وبرك المياه.


0 تعليقات:

إرسال تعليق