علاج المشاكل الاجتماعية والأخلاقية.. إعطاء الطالب الفرصة للحديث وإبداء الرأي والاستماع والإنصات له باهتمام مع مراعاة البعد عن الفوقية والتسلط

حتى يمكننا أن نحد من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية لا بد أن نضع العلاج المناسب لها وذلك على النحو التالي:

1- دعاء الوالدين بصلاح الذرية حيث يقول الله تعالى : (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) سورة الفرقان آيه 74، فالدعاء ذو أثر عجيب إذا أُخذ بأركانه وأسبابه من تمجيد لله وثناء على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء في الأوقات المستجابة كالسحر ونزول المطر وفي السجود وأدبار الصلوات مع الأخذ بالأسباب.

2- على المعلم أن يبذل ما في وسعه في النصح والتوجيه حيث أن دوره لا يقتصر فقط على توصيل المعلومات للطلاب فقط وإنما يتعدى دوره إلى أهم من ذلك فدوره في المدرسة كدور الأب في المنزل يربي وينصح ويوجه.

وإذا قارنا بين عدد الساعات التي يعيشها الطالب مع معلمه في المدرسة فإنها قد تصل إلى خمس أو ست ساعات يومياً لوجدنا أنها أكثر من عدد الساعات التي يلتزمها مع والديه.

وإذا كان الأمر كذلك، فإن المعلم يرى من الأحوال والتصرفات التي تصدر من الطالب قد تخفى على والديه، لذا يجب عليه أن يقوم بإصلاح المعوج وتهذيب الأخلاق وتصحيح الأفكار بأسلوب المشفق الناصح وأن تكون النصيحة المقدمة للطالب سراً إن كانت خاصة بفرد معين لأن ذلك أبلغ في قبول النصيحة وأسرع للاستجابة، أما إن كانت علانية فهو توبيخ في قالب نصح لاتقبله النفس.

3- بناء الثقة وجسور المحبة عند الطالب في هذه المرحلة من قبل أولياء الأمور والمعلمين وذلك بالكلمات الطيبة ذات الأثر الوجداني والبعد عن السخرية والاستهزاء والتقريع التأنيب وتعزيز السلوكيات الطيبة التي تظهر منه بالتشجيع المستمر.

4- إعطاء الطالب في هذه المرحلة الفرصة للحديث وإبداء الرأي والاستماع والإنصات له باهتمام مع مراعاة البعد عن الفوقية والتسلط عند الحديث معه وأن يكون توضيح ما يبدر منه من خطأ أثناء ذلك بأسلوب مقنع، فالإقناع فن لا يجيده إلا قلة من الناس فإذا تمكن المحاور سواءً المعلم أو الأب من إقناع الشباب بخطئه فقد أجاد وأفاد ووصل إلى الهدف المراد.

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنة عندما جاءه شاب يرغب في الزنى ويستأذنه في ذلك فما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاسق أو يا منافق أو...، ورد عليه صلى الله عليه وسلم رداً مقنعاً هادئاً قائلاً له: يا هذا أتحبه لأمك.. أتحبه لأختك.. أتحبه لعمتك، فكانت إجابة الشاب بالنفي وخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبغض شيء عليه هو الزنى.

5- أن يُولي كل من ولي الأمر والمعلم العناية والاهتمام بتعميق الجانب العقدي في نفس الطالب لأن ذلك من أهم الأسس في استمرار المؤمن على مراقبة الله واستشعار عظمته وخشيته في كل الظروف والأحوال، وهذا مما يقوي القوة النفسية والإرادة الذاتية لدى الفرد المؤمن. فلا يكون عبداً لشهواته، ولا أسيراً لأطماعه فإذا قوي هذا الجانب فإن الفرد ينصلح من داخله لأنه يعتقد أن عين الله الساهرة تراقبه وتراه وتعلم سره ونجواه.

6- يجب على كل من الأب والمعلم الالتزام بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف والخلق الإسلامي القويم وأن يمثلوا القدوة الحسنة لهؤلاء الشباب حيث يعتبر ذلك مؤثراً إيجابياً قوياً، في معالجة مشاكلهم.

فالفرد لا يقبل النصح ولا الإرشاد ولا تتولد لديه أي قناعة من إنسان سلوكياته سيئة وتصرفاته غير لائقة ومخالفةٌ لشرع الله عز وجل، فالتربية بالقدوة الحسنة من أهم الوسائل الناجحة في معالجة العديد من المشاكل التي يعاني منها الشباب.

7- إشغال وقت فراغ الشباب بما ينفعهم ويفيدهم
يقول الشاعر: إن الشباب والفراغ والجدة.. مفسدة للمرء أي مفسدة.

لذلك يجب على المدرسة العناية بتفعيل الأنشطة المدرسية وتوجيه الطلاب نحو القيام ببعض الأعمال المهنية لتنمية حب العمل لديهم كذلك يجب على كل معلم من خلال مادته تنمية حب القراءة والإطلاع لطلابه.

ويجب على الأب توفير مكتبة منزلية مقروءة وسمعية ومرئية يتم اختيار مادتها بعناية و محاولة إشراك ابنه في الفترة المسائية وفي الإجازات الصيفية بالدورات المتنوعة في الحاسب الآلي والكهرباء وغيرها والحرص على توجيهه بحفظ القرآن والأحاديث النبوية وآثار السلف الصالح.

8- أن تركز المناهج الدراسية بمختلف التخصصات بصورة أكثر على توضيح المخاطر السيئة التي تلحق بالشباب نتيجة انحرافاتهم السلوكية وتقديم وسائل العلاج المناسبة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال