النقد الأدبي ودراسة النظم الرمزية وبنية الأعمال الأدبية



إذا كانت مهمة الكاتب هي التحدث عن العالَم، فإن موضوع الناقد ليس العالَم، وإنما ما قيل عن العالَم، أي أن النقد هو (لغة ثانية) أو ما وراء اللغة (أو الميتالغة) أو اللغة الشارحة، لأنه تناول لغوي لمعالجة لغوية أخرى.

ومن هنا فإن النقد يعتمد على علاقتين: علاقة لغته بلغة المؤلف الذي يحلله، وعلاقة لغة المؤلف بالعالَم.

وبهذا تكون مهمة النقد ليس اكتشاف الحقائق، وإنما بحث (الصلاحيات)، أي أن اللغة لا توصف في نفسها بأنها حقيقية أو زائفة، وإنما هي صالحة أو لا.

وهي صالحة إذا كانت تمثل نظاماً متماسكاً من الرموز.
إن القواعد التي تكيف لغة الأدب لا تعتمد على مطابقتها للواقع، وإنما لخضوعها لنظام الرموز الذي اتخذه المؤلف.

ومهمة الناقد هي اكتشاف هذا النظام ومدى تماسكه.
ولهذا فهو لا يبحث- كالأديب- عن معنى العالَم، وإنما يتناول القواعد الشكلية التي اتبعها الأثر الأدبي لإضفاء معنى ما على العالََم.

فحسب النقد- حسب بارت- أن يحلل النظم الأدبية، ويدرس الأعمال الأدبية وحدها، بمعزل عن مبدعها، وعن سياقها الاجتماعي أو التاريخي الذي نشأت فيه، أن يدرس الأنظمة الرمزية التي يحتويها العمل الأدبي، ويكتشف بنيته، دون أن يتجاوز إلى تقييمه كما تفعل المناهج النقدية الأخرى.

ومن هنا اعتماد النقد البنيوي مصطلح (التحليل) لا (النقد) في معالجة الأثر الأدبي.


المواضيع الأكثر قراءة