الحاجة أساس التفاضل في الميراث في نظام الميراث الإسلامي



نظام الميراث الإسلامي جعل الحاجة أساس التفاضل في الميراث، ولهذا جعل نصيب البنت نصف نصيب أخيها الذكر، لأن حاجته إلى المال أكثر من حاجتها إليه، ومطالب الحياة وتبعاتها بالنسبة إليه أكثر منها بالنسبة للبنت، فهي لا تكلف في الحياة ببعض ما يكلف به أخوها، فنفقتها على أبيها ما دامت في بيته، فإذا انتقلت إلى بيت زوجها فنفقتها عليه، وهكذا نراها مكفولة النفقة في جميع مراحل حياتها، فما تأخذه من مال من المهر أو الميراث يكون مالاً محفوظـًا لا يتعرض للنقصان إلا في بعض الحالات الاضطرارية، ومن هذا المنطلق جعل الإسلام نصيب ابن الميت أكثر من نصيب أبيه، لأن الابن يستقبل الحياة فهو أحوج إلى مال الميت من أبيه، فالجد أصبح في نهاية عمره ، فليس له من مطالب الحياة كما للابن، ولا حاجة له بالمال إلا بالمقدار الذي يحفظ عليه شيخوخته، ويؤمنه من ذل الحاجة، حين ضعفه وعدم قدرته على الكسب ، بخلاف الأبناء الذين تستقبلهم الحياة بمتطلباتها المتعددة، وترهقهم بتكاليفها الباهظة.


0 تعليقات:

إرسال تعليق