تعريف النداء وأحكام حروفه.. طلب توجه المخاطب إلى المتكلم بحرف يفيد معنى أنادي



تعريفُ النداء:

هو طلبُ توجّهِ المخاطَبِ إلى المتكلّمِ بحرفٍ يفيد معنَى: (أنادي).

حروفُ النداءِ:

الْهَمْزَةُ، و"أي"، و"يَا"، و"آ"، و"آي" و"أَيا"، و"هيَا"، و"وا".

- الهمزةُ:

كقوله: (أسيدُ القومِ إنّي لست متّكلاً...).

- يا:

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ) [الأحزاب/1]

- أيُّ:

قال الشاعر :
أَيُّها السائِلُ عنْهُم وعَنِّي + لَسْتُ من قَيْسٍ ولا قَيْسُ مِنِّي

- أيْ:

كقوله: (أيْ ربِّ قوِّ المسلمينَ...). ونحو: أيْ زيدُ أقبلْ

- أيا:

كقوله: (أيا مَنْ لستُ أنساهُ...). ونحو قولنا: أيَا زَيْدُ أقْبِلْ

- هيا:

كقول الشاعر :
فأصاخَ  يرجُو أن يكون حَياً + ويقول من طَمَع: هَيَا رَبَّا

- وا:

كقولِ الشاعرِ :
فوا عجباً كم يدعي الفضل ناقصٌ؟
ووا أسفاً كم يظهر ُالنقصَ فاضلُ؟

أحكام حروف النداء:

ثم إنهم اختلفوا في هذه الحروف، والمرجحُّ: أنَّ (الهمزة) و(أيُّ) لنداءِ القريب، والباقي لنداءِ البعيد.
وقد يُنزلُ البعيدُ منزلةَ القريب – فينادَى بالهمزةِ وأيِّ، إشارةً إلى أنه لشدةِ استحضارهِ في ذهن المتكلّمِ صارَ كالحاضرِ معه، لا يغيبُ عن القلبِ، وكأنهُ ماثلٌ أمامَ العين – قال الشاعرُ:
أَسُكَّانَ نَعْمَانِ الأَرَاكِ تَيَقَّنُوا
بأنَّكمْ في ربعِ قلبيَ سكَّانُ

وقد يُنزَّلُ القريبُ منزلةَ البعيدِ – فينادَى بغيرِ «الهمزةِ، وأي» لأمور منها:
  • إشارةً إلى عُلُوّ مرتبتهِ، فيجعلُ بعدُ المنزلة ِكأنه بُعدِ في المكانِ كقوله: «أيا مولايَ» وأنتَ معه للدلالةِ على أنَّ المنادَى عظيمُ القدر، رفيعُ الشأن.
  • إشارةً إلى انحطاطِ منزلتهِ ودرجتهِ – كقولك: «أ يا هذا» لمنْ هو معكَ.
  • إشارةً إلى أنّ السامعَ لغفلتهِ وشُرود ذهنهِ كأنّهُ غيرُ حاضرٍ كقولك للساهي: «أيا فلانُ»، وكقولِ البارودي:
يا أيُّها السَّادرُ المزْوَرُّ منْ صَلفٍ + مَهْلاً، فإنك بالأيام مُنْخَدعُ


المواضيع الأكثر قراءة