شرح وتحليل قصيدة فضل الحجاب للشاعر عبد الرحمن آل عبد الكريم



شرح وتحليل قصيدة فضل الحجاب للشاعر عبدالرحمن آل عبدالكريم:
حدثيني يا ابنة الشهم الوفي
والتقى والطهر والخلق الصفي
أنت لــــم تنســـي بــــأنّا أمة
دينــــها دين النبـي المنصف
إن من أغـــــراك بالميل إلى
كشف آيات الجمال المخـتـفي
جــــاهل أو خادع أو راغب
نيل أوطار الشـــــباب المترف
صديقيني إن في الستر حمى
واقيا عن خـدش حصن الشرف
فيه - يا أختاه - نص واضـح
وارد في صلب آي المصــحف
فلنا في شرعـــــــة الله حمى
صان عن كـسر المرايا فاعرفي
فجمال البنت خلـــــــق وتقى
واحتراز عن مـضل موجف
و اتضاح الحسن طعم مهلك
يوهم الرائي بأمــر مجـحف
إنما النظرة سهم نـــــافــــذ
ولبــاس الستر يهواه الحفي

1- بدأ الشاعر قصيدته بمناداة فتاة مسلمة متخيلة ليوجه خطابه إليها إذ هو أوقع أثراً وأبلغ في نفس السامع والمتلقي فهو ينادي من يطمح ويتمنى أن تكون على قدر المسؤولية وعظيم الخطاب وينسبها إلى بيت شريف عفيف ووالد تقي طاهر صاحب أخلاق نبيلة وصفات وفيّة.

2- يذكّر الشاعر فتاته التي وجه إليها الخطاب بقدسية الرابطة والانتماء فهي تنتمي لأشرف أمة عرفها التاريخ وسمعت بها الدنيا، ويذكرها أيضاً بأنّ قدوتها هو النبي المعصوم العادل صلى الله عليه وسلم الذي أتى بدين العدل والرحمة والمساواة.

3- بعد هذه المقدمة الإيمانية بتذكيرها بشرف الانتساب إلى دين الإسلام ونبيه الكريم يحذرها من الوقوع في براثن دعاة التغريب والداعين إلى تحررها من الحجاب والعفة فيقول إنّ من سوّل لكِ بكشف هذا الجمال وترك الحجاب هو أحد ثلاثة أصناف إما جاهل بأحكام الشرع وبخطورة مايدعو إليه، وإما مخادع منافق، أو صاحب شهوة يريد أن يمتع نفسه بما حرم الله إظهاره.

4- ثم يبيّن الشاعر صدق مشاعره وخشيته على هذه الدرة المصونة بأنّ في الحجاب والستر حصن منيع يقي المسلمة أن يثلم شرفها ويدنس عرضها ولو بنظرة واحدة.

فقد شبه العفاف والاستتار بالحصن المنيع القوي الذي لا يستطيع دخوله اللصوص ومن تسول لهم أنفسهم اقتحامه، أما من تبذلت في حجابها وأظهرت ما حرمه الله فهي نهب للغادين والرائحين _ عياذاً بالله _ .

5- إنّ هذا الحجاب الذي ترتدينه عبادة وقربة لله لأنّ هناك آيات ونصوص واضحة في وجوبه ذكرها الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله.
فلا مماراة في شرعيته ولا مساومة عليه أبداً.

6- فقد سنّ الله لنا هذه الأحكام الشرعية لمصلحتنا نحن ففي شرع الله وقاية وحمى لنا عن كسر أخلاقنا ومنها الحجاب الشرعي وإذا انكسرت المرآة فلات رجوعها بعد ذلك.

7- هنا يذكر الشاعر الفتاة بحقيقة الجمال وسره المكنون ألا وهو جمال الروح وطهارة الأخلاق ومبلغ التقوى في قلبها وكذلك أن تحترز عن كل دعاة الشر والتغريب الذين ينادون بتبذلها وهتك سترها.

8- يأتي لنا الشاعر بوصف دقيق بين ظهور جمال الفتاة بتركها حجابها وبين الطعام اللذيذ فهما يغريان الرائي ويوهمانه بحسن المظهر وجماله فيكون الوبال والعار على الفتاة فهل هذا أفضل؟ أم عفتها وسترها.

9- شبّه الشاعر النظرة الشيطانية بالسهم القاتل فهي تفعل بالقلب ربما أشد مما يفعله السهم في البدن وسبب ذلك ترك الحجاب وإظهار الجمال أما لباس الستر والحجاب فهو من يتمناه المنصف الذي يحب الستر والذي يعرف مضار السفور ولا يحب أن تشيع الفتن بين المسلمين.


0 تعليقات:

إرسال تعليق