إن الموضـوعـات الممسرحـة في نـص "موليير مصر وما يقاسيه" تكشف عن ما يمكن أن نطلق عليه، "حرب التأصيل" في الخطاب الميتامسرحي العربي، وهي حرب تختلف في أدواتها وأبعادها عما سميناه سلفا بـ" صراع المسارح" في الدراما الغربية.
فهي تتقاطع معها في الطابع الصراعي العام الذي يحول النص إلى حلبة لتضارب المواقف والأفكار، لكنها تختلف عنها من حيث التباس قضايا المسرح بإشكالات عامة تصب في عمق المجتمع والسياسة والثقافة العربية بشكل عام.
بعبارة أخرى إن حرب تأصيل المسرح تتحول في مسرحية صنوع إلى حرب حضارية متصلة بجيل بكامله، هو جيل النهضة العربية.
فإذا كان "صراع المسارح" في الغرب قد عد ترجمة لنوع من البذخ الثقافي مجسدا في ترسيخ قيم السجال والحوار والاختلاف والحوار ودمقرطة الأفكار المسرحية، فإن "حرب التأصيل" في المسرح العربي تترجم حاجة تاريخية ملحة لها أبعادها السيكولوجية المتمثلة في تجاوز إحباط حضاري.
إن اهتمام صنوع بهذه القضايا الكبرى لم يثنه عن تقديم سيرته بصيغة فنية تقوم على إجراء ميتامسرحي مزدوج يتمثل في: استراتيجية التناص وتقنية المسرح داخل المسرح، بحيث يلاحظ أن المسرحية تقوم على أساس الانصهار وخلق الاندماج بين الإجراءين.