رسم ملامح شعرية الدراما التاريخية في مسرحية (المهرج) لمحمد الماغوط.. إعادة التفكير في كيفية مسرحة التاريخ وفي المبادئ الأساسية للشعرية الكلاسيكية



يمكن القول إن مسرحية الماغوط  (المهرج) تحاول، في العمق، رسم ملامح شعرية الدراما التاريخية، وذلك وفق مبادئ محددة تستعيد - ضمنيا - النقاش الذي أرسى دعائمه أرسطو بخصوص العلاقة بين الحقيقة التاريخية والمسرح، وبالتالي العلاقة بين مبدأين محاكاتيين أساسيين هما: الحقيقي Véridique والمحتمل Vraisemblable.

لهذا، فإن استحضار شكسبير من خلال إحدى تراجيدياته الشهيرة، هو بمثابة مطية لإعادة التفكير في كيفية مسرحة التاريخ، وبالتالي في المبادئ الأساسية للشعرية الكلاسيكية التي تحكمت في نوع درامي أساسي هو "الدراما التاريخية".

تضعنا، إذن، مسرحية "المهرج" أمام مستويين ميتامسرحيين يتعين تحليل الكيفية التي تم بها تشخيصهما حكائيا، موضوعاتيا ورؤيويا في النص، وهما:
1- مستوى تناصي، محاكاتي ساخر، يقوم على الهدم والبناء.
2- مستوى شعري (نسبة إلى الشعرية) يقوم على تضمين مبادئ أساسية للدراما التاريخية.

يتحكم المستوى الأول في الفصل الأول من المسرحية، في حين يتم تجسيد المستوى الثاني من خلال الفصلين المواليين، الثاني والثالث.