تصنيف مسرحية "موليير مصر وما يقاسيه" ليعقوب صنوع.. طور التأسيس والتأصيل للمسرح العربي يستلزم التعامل مع تسميات نوعية متداولة ومكرسة وقريبة من الإمكانات الاستيعابية للمتلقي العربي



إن أول ما ترسخه "موليير مصر وما يقاسيه" ليعقوب صنوع في ذهن القارئ، هو أن الأمر يتعلق بـ"كوميديا ممثلين Comédie des comédiens "، مما يفتح أفقا لمقارنتها ب" مرتجلة فرساي " لموليير.

بل إن أجواءها وبنياتها تؤكد أننا أمام مرتجلة فعلا، لكن صنوع لم يسمها كذلك.
وهو موقف له ما يبرره إذا ما ربطناه بظروف نشأة المسرح العربي.

فطور التأسيس والتأصيل يستلزم التعامل مع تسميات نوعية متداولة ومكرسة وقريبة من الإمكانات الاستيعابية للمتلقي العربي آنذاك.
لهذا فضل يعقوب صنوع وسمها بـ"رواية تمثيلية هزلية".

بالمقابل، فإن إيراد صفة "مرتجلة"، في ذلك الوقت، ربما لم يكن في صالح ترسيخ المسرح  كفن طارئ داخل التربة العربية، مادامت هذه الصفة تقترن - من الناحية اللغوية- بمظاهر الارتجال والفوضى والعبث والخروج عن النظام.

ولعل ما لقيه المسرح العربي من ردود فعل داخل الأوساط الثقافية والسياسية يزكي هذا التأويل.