إن الشعرية الاحتفالية توسلت في نص "عطيل والخيل والبارود" بمقتضيات جمالية مصدرها إحدى الشعريات المسرحية الغربية، لكن هذا أمر مفهوم بالنظر إلى الخلفية التناصية المستحكمة في التجريب المسرحي العربي.
وفوق كل ذلك، فبرشيد حسم فيها، على الأقل، ما يتعلق بالأساس الإيديولوجي الذي تقوم عليه هذه الشعرية من خلال ترجمتها للنظرة الاحتفالية إلى الإنسان.
وقد تم تبئير هذه النظرة، نصيا، على شخصية المخرج الذي اعتبر رمزا لكل الآلام والمعاناة الإنسانية.
يخاطبه السيد غموض قائلا:
"س غموض: .. أنت روح الشر في كل مكان".
لهذا، فإن مصير القتل الذي لقيه على يد عطيل، كان تعبيرا عن موقف إنساني من كائن شيطاني تؤكد كل مواقفه بأنه ضد حيوية الحياة، وضد إنسانية الإنسان، وضد مدنية المدينة.
ونحن نعلم أن هذا الثالوث هو أس الإيديولوجية الاحتفالية، كما يؤكد ذلك برشيد نفسه قائلا: "وقد حددت البيانات أهداف الاحتفالية كالتالي:
- إنسانية الإنسان.
- حيوية الحياة.
- مدنية المدينة.
أي غياب الوحش في الإنسان، وغياب الآلي في الحيوي، وغياب الغاب في المدينة.
وهذا ما لا يمكن أن يتوفر إلا بإيجاد مجتمع احتفالـي يقـوم علـى إقصـاء كـل قوى الموت والتراجع إلى الخلف".
التسميات
بنيات ميتامسرحية