إن مواقف الجمهور في مسرحية "المهرج" هي القاعدة التي تقوم عليها شعرية الدراما التاريخية كما أرادها الماغوط.
وهي تعكس، بشكل بارز، تمثل هذا الأخير للشعرية الكلاسيكية ومحاولة استعادة مبادئها الأساسية، في النص، وترسيخها كمبادئ أساسية لمسرحة التاريخ العربي.
من ثم، يمكن اعتبار مسرحية "المهرج" إسهاما عربيا في التراكم النظري المرتبط بعلاقة المسرح بالتاريخ، والذي وضع لبنته الأولى أرسطو واستعادته النظريات الكلاسيكية والرومانسية فيما بعد.
فقد طرح سؤال أساسي في هذا السياق، هو:
ما الذي يميز المسرح عن عملية التأريخ L'Historiographie؟
أين يكمن جانب الإبداع والخلق والشعر الذي يسمح للعبقرية أن تثبت نفسها؟
الجواب هو أن المؤرخ ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار الأحداث كما هي مثبتة في الوثائق.
أما المسرحي فيحاول أن يجد خلف هذه الأحداث، الأحاسيس والمحفزات والعواطف والسلوكات التي جعلتها ممكنة الوقوع.
صحيح أن هنالك هامشا للشك وللمجهول أيضا، هو مجال الإلهام والحرية الإبداعيين.