إن ما تعلنه مسرحية "البحث عن رجل يحمل عينين فقط" للمسكيني الصغير في النهاية، على شكل نوايا أو استشرافات، هو ما تقيم دعائمه، حقيقة، عبر متخيلها.
ذلك أن "مسرح الحقيقة" الذي تحدث عنه طيف الخيال يستند على مبدأ حدده، سلفا، ابن دانيال نفسه هو كون "الواقع أكبر من الخيال".
وعليه، فتشخيص مثل هذا الواقع لا تكفيه الكلمة وحدها بل ينبغي تتويجها بالفعل.
يمكن القول،إذن، إن "مسرح الحقيقة" في النص هو مسرح تحريضي له كراكيزه الخاصة، وله وظيفته الإيديولوجية الواضحة وهي "تحريك الوطن" من أجل تغييره.