التربية بين الحاضر والمستقبل.. إعداد الفرد إعدادا يمكنه من التفكير الجيد في شؤون الحياة وتنمية مهاراته واستعداداته وتنمية الموارد البشرية المدربة ذوي كفاءة

بناء على ما سبق نستطيع أن نقول بأن موضوع التربية هو الإنسان، وما ينطوي علية من خصائص وإمكانيات؛ والمجتمع وما يحتويه من ثقافة وحضارة، وما يتطلع إليه في المستقبل من مطامح وآمال.

أي أن موضوع التربية الأساسي هو المجتمع بأفراده وأنظمته ومؤسساته، فهي تتعلق بالأسرة والمدرسة وباقي مؤسسات المجتمع.

فالتربية إذن نظام أنساني، وبناء قومي له وظائفه الفكرية، والثقافية، والخلقية، والسياسية، والاقتصادية.

فمن الناحية الفكرية تعني إعداد الفرد إعدادا يمكنه من التفكير الجيد في شؤون الحياة وتنمية مهاراته واستعداداته.

أما من الناحية الخلقية تعني تعهد قيم الجماعة بالتطوير والتعميق.
أما السياسية تعني إعداد الفرد ليشارك مشاركة فعاله في القضايا العامة على أساس واع مدروس.

أما الاقتصادية تهدف إلى تنمية الموارد البشرية المدربة ذوي كفاءة، التي يمكن الاعتماد عليه في بناء الكيان الاقتصادي للدولة.

أما الثقافية تعمل على تحليل الثقافة ونفدها، وتطويرها على أساس من الوعي بالتطورات والتغيرات المختلفة.

ونلاحظ من السابق بان التركيز كان منصبا على الماضي، في حين أن الآية انقلبت الآن، وصار الاهتمام منصبا على الحاضر والمستقبل دون إغفال للماضي. حيث أصبحت  التربية تعمل من أجل تهيئة رجال الغد،لكي ينهضوا بمسؤولياتهم في مجتمعات ستختلف اختلافا جذريا عن مجتمعات اليوم.

إن هذا العمل المنوط بالمؤسسات التربوية يعتبر جديداً، لان وظيفة التربية في الماضي انحصرت على وجه العموم في ربط ماضي المجتمع بحاضره، وفي المحافظة على معتقداته، وعاداته، وتقاليده، وخبراته، وما بني عليها من علاقات اجتماعية.

ويمكن أن ندرك سر هذا التحول، إذا قارنا بين الاستقرار النسبي للمجتمعات في الماضي، وبين التطور المتسارع للمجتمع المعاصر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال