في أواخر القرن السابع عشر الميلادي كان أول من حرّض فرنسا على اختراق دار الإسلام في مصر هو الفيلسوف الألماني (ليبنتز) ت/ 1716م ....
وفي عام 1/7/1798م تحرك نابليون بجيوشه لاحتلال مصر، الذي يسمونه الآن (عصر النهضة) وخلف هذا الاستعمار جملة من النتائج السلبية عادت على العرب والعربية منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- سرق المستشرقون المصاحبون للحملة الفرنسية كل نفيس من الكتب، وكانت القاهرة يومئذ من أغنى بلاد العالم بالكتب ودليل السرقة قائم وموجود في مكتبات أوربا، وكان همهم يوم ذاك هو السطو على كتب (الحضارة) أولا، ثم (التاريخ) ثم كتب (الأدب) فكأن الحملة الفرنسية جاءت لتجريد دار الإسلام في القاهرة ممن أسباب اليقظة المادية المتمثلة في: الكتب، والمراجع، وتصفية العلماء، وإعدام الطلبة.
2- تصفية البلد من رؤوس العلم، ومن طلبة العلم، لأنهم مصدر المقاومة والصحوة (فقد فعل هذا السفاح ما لم يفعله جنكيز خان، إذ كان له في كل يوم خمسة أشخاص يقتلهم في القاهرة وحدها ويطوف برؤوسهم في شوارع القاهرة، وكان يأمر قواه أن يتشبهوا به، ويرشده المستشرقون أن يختارهم من الطلبة النابهين ورثة علم (الزبيدي) و( الجبرتي) ليستأ صلوا جذور اليقظة).
3- ما كان للاستعمار الغربي بحقده الدفين وخبرته الواسعة.. أن يترك هذه اللغة التي يعرفها معرفة جيدة ويدرك آثارها الاجتماعية والسياسية ما كان له أن يدعها تنمو بإيقاعات سريعة تتساوق وإيقاعات النمو الحضاري العام، فأخذ يوجه إليها الضربة تلو الضربة، تارة بقرار سياسي.. وتارة بفتنة عمياء تثير الجدل وتعيق عن العمل .. وتارة باستعمال أبواق لا خلاق لها للترويج للغة مهجورة متخلفة أو للدعوة إلى عامية شائعة... ففي مصر وجه اللورد كرومر ضربة قوية للعربية؛ إذ جعل لغة التعليم الرسمي والعالي الإنكليزية.