الكلمات في اللغة العربية.. خاصية الاشتقاق عملت على زيادة الموروث اللفظي والمعنوي للغة العربية وتهدينا إلى معرفة كثير من مفاهيم العرب ونظراتهم إلى الوجود وعاداتهم القديمة

الكلمات في اللغة العربية لا تعيش فرادى منعزلات بل مجتمعات مشتركات كما يعيش العرب في أسر وقبائل.
وللكلمة جسم وروح، ولها نسب تلتقي مع مثيلاتها في مادتها ومعناها.

فخاصية الاشتقاق من أعظم ما امتازت به العربية.
فبالاشتقاق عملت على زيادة موروثها اللفظي والمعنوي كلما تقدم الزمن، وهو ثابت عن الله تعالى بنقل العدول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن ذلك قوله فيما صح عنه: "يقول الله: (أنا الرحمان خلقت الرحم، وشققت لها اسم) والحديث في مسند الإمام أحمد.

ولنأخذ على سبيل المثال مادة (كتب: كتب - كاتب - مكتوب - كتابة – كتاب ــ مكتبة....): إننا نستخدم هذه الكلمة وعمرها أكثر من 1500عام، مأخوذة من (الكَتْب) بسكون التاء، قال الجوهري: أصله في اللغة للسقاء، تقول: كتب السقاء، إذا خرّزه بسيرين، فهي في معنى / الضم والجمع/.. ومنه الكتيبة للجيش، ثم انتقلت اللفظة إلى الكتابة.

وإنما قلنا أن أصلها السقاء لأن العرب عرفت السقاء واحتاجت إليه في ترحالها في الصحاري واحتاجت إلى صلاحه قبل أن تعرف الكتابة،، ولو عرفت ما للسقاء (القربة) من الأسماء لهزك العجب.

إن خاصة الروابط الاشتقاقية في اللغة العربية تهدينا إلى معرفة كثير من مفاهيم العرب ونظراتهم إلى الوجود وعاداتهم القديمة، وتوحي بفكرة الجماعة وتعاونها وتضامنها في النفوس عن طريق اللغة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال